جدل حول قرار نجاد بتوزير نساء

من التجمعات المؤيدة لنحمود احمدي نجاد خلال الإنتخابات الإخيرة
نجاد حظي بتأييد العديد من التجمعات النسائية في الانتخابات الأخيرة (الجزيرة نت)

فاطمة الصمادي-طهران

 
وصفت خطوة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بإعلانه أن ثلاث نساء سيكنّ وزيرات في حكومته الجديدة إضافة إلى نساء أخريات كمساعدات ومستشارات، بأنها تحول في الحياة السياسية الإيرانية إذ إنها ستكون المرة الأولى التي تصل فيها المرأة إلى هذا المنصب بعد ثورة الخميني الذي أكد مرارا أنها مدينة بانتصارها للنساء.
 
وبدا واضحا أن الرئيس الإيراني يتوقع ألا يمر قراره بسلام، ولذلك مهد له بسلسلة مقالات نشرها الموقع الحكومي "رجا نيوز" تحدثت عن "المرأة في حكومة الخميني"، ودافعت عن إشراك النساء في الحياة العامة، وركزت في ذلك على مقتطفات مما ورد في كتب قائد الثورة وآرائه الفقهية وخاصة ما ورد في "صحيفة النور".
 
فهم الرسالة
وتلمح النائبة عفت شريعتي -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن قرار نجاد سيلقى معارضة في مجلس الشورى، وترى أن التعامل مع النساء في إيران "يتم على أساس الجنس دون النظر إلى مهاراتهن ومستوى تعليمهن"، مؤكدة أن المجلس يقدم أكبر دليل على رأيها هذا من خلال طريقة تعاطيه مع المرأة وقضاياها.
 

دستجردي اختارها نجاد لوزارة الصحة
دستجردي اختارها نجاد لوزارة الصحة

ورغم أن شريعتي ترى في خطوة نجاد تطورا يشكر عليه، فإنها ترد هذا التحول إلى نجاح المرأة في إيصال رسالة مفادها أنها "غير راضية عن الطريقة التي عوملت وتعامل بها" ولن تقبل باستمرار ذلك.

 
وكان تجمع نسائي سبق الانتخابات الرئاسية، قد حدد مجموعة من مطالب الناخبات قدمت للمرشحين لكنه استثنى نجاد من هذه المخاطبة واتهمه بأن سياساته معادية للمرأة.
 
وفي مقدمة تلك السياسات "حملة التصدي للحجاب السيئ"، وتحديد حصة الفتيات في المقاعد الجامعية بعد أن وصلت نسبتهن إلى 70% من مجموع الطلبة، وما سمي "لائحة حماية الأسرة" التي كانت تمهد لقانون يشجع تعدد الزوجات، ونجحت الإيرانيات في إجهاضه من خلال تحرك ضم أطيافا عديدة.
 
وقد فسر التجمع قراره بـ"معاقبة" نجاد بالقول على لسان واحدة من أهم رموزه وهي الناشرة شهلا لاهيجي "نجاد كذب علينا ولم نعد نثق به".
 
واختار نجاد مرضية وحيد دستجردي (50 عاما)، وهي أستاذة جامعية وعضو سابق في مجلس الشورى، لوزارة الصحة، وفاطمة آجرلو (43 عاما)، وهي نائبة وتدرس الدكتوراه في علم النفس، لوزارة الرفاه والتأمين الاجتماعي، ويتم حاليا تداول عدة أسماء نسائية لشغل منصب وزاري آخر يقال إنه سيكون وزارة التربية والتعليم.


"
يرى كثيرون أن قرار نجاد سيساهم في تخفيف الاحتقان الاجتماعي ويقدم صورة إيجابية للجمهورية الإسلامية في الخارج
"

هل يمر القرار؟
وأشاد النائب هادي مقدسي بقرار نجاد وقال إنه لم يكتف كغيره بإطلاق شعارات تمجيد المرأة بل قدم مصداقا لشعاراته فيما يتعلق بكفاءة المرأة الإيرانية من خلال ثلاثة مناصب وزارية بعد أن حرمت من ذلك لسنوات طويلة.

 
وعبر مقدسي -في حديث للجزيرة نت- عن قناعته بأن النساء "نصف المجتمع ويملكن المقدرة فكريا وروحيا"، مشدداً على أن "الكفاءة والالتزام بتوجيهات الولي الفقيه" هي المعايير التي سيتم بحثها في مجلس الشورى.
 
ويرى كثيرون أن القرار يساهم في تخفيف الاحتقان الاجتماعي ويقدم صورة إيجابية للجمهورية الإسلامية في الخارج.
 
وكان قرار سابق لنجاد في فترته الرئاسية السابقة بالسماح للنساء بدخول الملاعب قد أثار غضب عدد من المراجع الدينية التي حرَّم بعضها مشاركة النساء في المسابقات الرياضية.
 
وقد كان ذلك القرار محورا لعدد من خطب الجمعة ومن أشهرها خطبة للمرجع المعروف أحمد علم الهدى في مشهد وصف فيها رياضة المرأة بأنها "حضور في ميادين الفاحشة"، وهو ما قاد مجلس الشورى إلى مخاطبة نجاد مذكرا حكومته بضرورة "تطبيق الموازين الشرعية".
المصدر : الجزيرة