القرى المهجرة في شوارع رام الله

اطلاق أسماء المدن والقرى على الشوارع لترسيخها في الذاكرة

ميرفت صادق-رام الله

بدأت في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية حملة لإطلاق أسماء القرى والمدن الفلسطينية المهجرة على الشوارع والساحات العامة، في خطوة لإحياء ذكرى تهجير سكان 531 قرية ومدينة فلسطينية وتدمير غالبيتها إبان النكبة الكبرى في مايو/أيار 1948.

وتهدف هذه المبادرة، وهي إحدى فعاليات إحياء الذكرى الحادية والستين لنكبة فلسطين، إلى تعريف اللاجئ أولا وخاصة من الأطفال وصغار السن، وكذلك زوار المدينة والسياح الأجانب، بكل المعلومات عن القرى والمدن المهجرة.

ومن بين 420 شارعا في رام الله، قررت بلدية المدينة تغيير أسماء 106 شوارع تطلق عليها أسماء 12 مدينة هجر الاحتلال أهلها وعلى رأسها مدينة يافا التي سمي شارعها الرئيسي باسمها، إلى جانب مدن حيفا واللد والرملة وعكا، وقرى مثل لفتا والبروة وصرفند والطنطورة والقسطل وبيت نبالا وجمزو ويالو وعمواس.

ولا تقتصر التسميات التي تحملها لوحات تعريفية على اسم القرية أو المدينة المهجرة فقط، بل ستتضمن أيضا نبذة مختصرة عن تاريخ التهجير وعدد السكان والموقع، وذلك باللغتين العربية والإنجليزية.


ترسيخ الذكرى
وأوضح رئيس لجنة التسمية والترقيم -التي تأسست لهذا الغرض- تيسير العاروري أن أعضاءها وضعوا نصب أعينهم جملة من المعايير عند اختيار أسماء الشوارع بهدف ترسيخ ذكرى هذه القرى والمدن لسنوات طويلة في أذهان الأجيال الفلسطينية المتعاقبة.

وقال العاروري في مؤتمر صحافي لإطلاق المبادرة إن تسمية الشوارع بأسماء القرى والمدن المهجرة جزء من النضال ضد الاحتلال والحركة الصهيونية، وهو "صراع يجب أن يتجلى في كل جوانب الحياة الفلسطينية".

وإلى جانب القرى والمدن المهجرة، تقرر أن تحمل عدة شوارع رئيسية في المدينة أسماء شهداء وقادة في الثورة الفلسطينية وممن ساندوها من "الجنود المجهولين"، بهدف إتاحة الفرصة أمام الأجيال للتعرف على بطولاتهم وتاريخ نضالهم ضد الاحتلال، ومن بينهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

تسمية الشوارع بأسماء القرى يهدف للتذكير بمعاناة سكانها المهجرين (الجزيرة-أرشيف)
تسمية الشوارع بأسماء القرى يهدف للتذكير بمعاناة سكانها المهجرين (الجزيرة-أرشيف)

وإضافة إلى ذلك، أطلقت بلدية رام الله أسماء أدباء وكتاب فلسطينيين وعرب ساهموا في دعم القضية والثورة الفلسطينية منذ ثورة العشرينيات وحتى الآن، ومن أبرزهم محمود درويش وغسان كنفاني وناجي العلي، مع التعريف بأسماء قراهم ومدنهم المهجرة أيضا.


خرائط سياحية
وبدورها أكدت رئيسة بلدية رام الله جانيت ميخائيل أن إطلاق أسماء القرى المهجرة وشخصيات الثورة الفلسطينية على شوارع المدينة يأتي ضمن مشروع يهدف لإحياء ذكرى هذه القرى في النفوس والتذكير بمأساة تهجير سكانها، مشيرة إلى أن هذه المبادرة يدعمها أبناء رام الله في المهجر وكذا صندوق الاستثمار الفلسطيني.

وقالت ميخائيل للجزيرة نت إن هذه التسميات ستدرج في كافة المعاملات الرسمية للبلدية وستعرف بها عناوين المؤسسات والدوائر، كما ستعمم البلدية نشرات ومطبوعات وخرائط سياحية تفصيلية توضح التسميات الجديدة للشوارع ونبذة عن كل قرية أو مدينة سميت بها.

من ناحيته طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح بتعميم هذا المشروع على كافة القرى والبلدات والمناطق الفلسطينية في الضفة وغزة وفي مخيمات اللاجئين بالشتات وفي المدن العربية أيضا.

وقال إن إحياء هذه القرى والمدن في ذاكرة الأجيال أمر ضروري لترسيخه في العقل والوجدان، خاصة بعد 61 عاما على نكبة فلسطين ومحاولات الاحتلال شطب هذه القرى والمدن من الوجود.

المصدر : الجزيرة