المسعفون معاناة متجددة مع جيش الاحتلال في غزة

الجزيرة نت: 1-سيارة الإسعاف التي اعدمتها قوات الاحتلال قبل انسحابها- أحمد فياض

حطام سيارة الإسعاف الفلسطينية التي دمرها الاحتلال في غزة ( الجزيرة نت)

                                          أحمد فياض-غزة

لا يسلم أحد من اعتداءات جيش الاحتلال المتواصلة على الفلسطينيين، فهي لا توفر صغيرا ولا كبيرا ولا رجلا ولا امرأة ولا سليما ولا سقيما، حتى رجال الإسعاف الفلسطينيون الذين يهرعون لنقل ضحايا العدوان الإسرائيلي لا يسلمون من وحشية الاحتلال.

المسعفون الذين يسابقون الزمن من أجل نقل الضحايا إلى أقرب مستشفى عرضة للتعطيل بل التوقيف والاحتجاز من قبل جنود الاحتلال الذين لا يترددون في استخدام هؤلاء المسعفين دروعا بشرية إذا استلزم الأمر حال المواجهة مع أفراد المقاومة الفلسطينية.

الوقائع كثيرة، والممارسات تتم بشكل شبه يومي، أحدثها ما جرى في غزة قبل يومين حين نجا طاقم إسعاف فلسطيني من الموت بأعجوبة أثناء القيام بمهمة إنسانية في مخيم البريج وسط قطاع غزة انتهت باحتجاز أفراد الطاقم.

الجزيرة نت التقت أفراد الطاقم الذي عاش التجربة ليكشف جانبا من تلك المعاناة.

بداية يروي سائق سيارة الإسعاف محمد الصالحي (40 عاما) قصته مع الاعتداءات التي تعرض لها من قبل الجنود الإسرائيليين الذين كادوا يفتكون به هو ورفيقه قائلا "توجهنا صبيحة يوم الاجتياح الإسرائيلي لأطراف مخيم البريج للاجئين بناء على اتصال من محطة الإسعاف لإنقاذ أحد الجرحى قرب مكان توغل قوات الاحتلال ونجحنا في إسعافه".

  محمد الصالحي (الجزيرة نت)  
  محمد الصالحي (الجزيرة نت)  

وأضاف أنه أثناء توجههما باتجاه  الشارع المؤدي إلى الجرحى فوجئنا بمجموعة من جنود جيش الاحتلال  متخفية بين أشجار الزيتون على جانبي الطريق.

ويتابع قائلا "نادى علينا أحدهم أن نتوقف، فاستجبنا وأوقفت سيارة الإسعاف، وقلت لزميلي يبدو أننا وقعنا في فخ لقوات الاحتلال".

ويمضي قائلا إن أحد الجنود طلب منهم التقدم بالسيارة إلى الإمام فأبلغاه بأن الطريق مغلق، لكن قوة عسكرية إسرائيلية أخرى ظهرت فجأة من تحصيناتها في أحد البيوت، وبدأ أفرادها إلى جانب عناصر القوة الراجلة بإطلاق النار وبكثافة باتجاه سيارة الإسعاف "فاضطررنا للانبطاح على أرضية السيارة أسفل المقاعد التي كنا نجلس عليها". 

لحظات قاسية
وأضاف أنه بعد أن تعطلت السيارة ومحركها، هدأ إطلاق النار، وبدأ الجنود من داخل المنزل بالنداء عليهما للترجل من السيارة، فيما كان قائد المجموعة الراجلة يدعوهما للبقاء داخلها، ولم يحسم الأمر إلا إلقاء أحد الجنود لقنبلة غاز مسيل للدموع بالقرب منهما وترجله نحوهما طالبا منهما النزول وخلع كامل ملابسهما باستثناء ما يغطي عوراتهما المغلظة.

ويضيف الصالحي أنه بعد أن طلب منهما الجنود بالترجل إلى داخل حقل الزيتون أقدم أحدهم على تعصيب أعينهما فيما راح أخر إلى تقييد أيديهما، وبدؤوا بجرهما وسحبهما بقوة من وسط كيل الضربات واللكمات والشتائم والبصق على وجهيهما.

وأشار إلى أنه شعر أثناء سحبه أن الجنود كانوا يدفعونه للسير فوق جثة أحد الشهداء التي كانت ملقاة قرب المكان. ومن ثم أدخلوه ورفيقه إلى داخل إحدى الغرف في منزل مجاور.

أما المسعف الآخر عزمي أبو دلال فيقول "كان صراخ وعويل زوجة وأطفال صاحب المنزل يشتد كلما تساقطت الأعيرة الفارغة والساخنة على رؤوسهم أثناء إطلاق جنود الاحتلال النيران على رجال المقاومة من داخل الغرفة".

ويمضي أبو دلال قائلا إن الحال استمر على هذا النحو حوالي ثلاث ساعات إلى أن جاء الفرج بسقوط إحدى قذائف المقاومة قرب المنزل، واضطرار الجنود إلى مغادرته "بعد أن استخدمونا نحن وأصحاب المنزل دروعا بشرية بغية تأمين انسحابهم". 

المصدر : الجزيرة