فتح وحماس .. توتر مستمر في العلاقات

Palestinian supporters of the secular Fatah movement throw stones at Hamas policmen during clashes at a huge gathering in Gaza city
 متظاهرون يضربون بالحجارة قوات الأمن في غزة (الفرنسية)
شكل فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عام 2006 بالانتخابات التشريعية وتشكيلها حكومة فلسطينية يرأسها إسماعيل هنية أحد قادة الحركة، بداية لفترة ممتدة من المواجهة بين حركتي التحرير الوطني (فتح) وحماس، بعد أن وجدت فتح نفسها بعيدة عن سلطة القرار الفلسطيني التي اعتادت عليها على مدى عقود.

صراع الصلاحيات
وبدأت سلسلة الصراع حول الصلاحيات تطفو إلى السطح حتى قبل تشكيل الحكومة وتولي حماس مسؤوليتها، بعد أن اتخذ المجلس التشريعي في جلساته الأخيرة سلسلة من الإجراءات التي تدعم موقف الرئيس محمود عباس.

ووصل الصراع حول الصلاحيات إلى ذروته عندما قام وزير الداخلية سعيد صيام بإصدار قرار تشكيل قوة أمنية باسم القوة التنفيذية. وردا على ذلك أصدر عباس قرارا اعتبر فيه القوة التنفيذية جهازا غير قانوني.

وقد أسفر الوضع المتوتر بين حماس وفتح عن سقوط عدد من القتلى جراء الاشتباكات المستمرة طيلة عام 2006، وتدخلت وساطات لرأب الصدع بين الحركتين سواء بواسطة حركات فلسطينية أو عبر تدخل الوفد الأمني المصري.

وحسب إحصائيات أعدتها الهيئة الفلسطينية لحقوق المواطن ونقلها التقرير الإستراتيجي الفلسطيني لسنة 2006 فإن عدد القتلى الذين سقطوا جراء المواجهات بلغ 322 شخصا.

"
لم تفلح محاولات التقارب بين فتح وحماس، لتصل العلاقة بينهما إلى ذروة التوتر بعد سيطرة حماس على غزة في يونيو/حزيران 2007 عقب اشتباكات مع فتح حسمته حماس لصالحها عسكريا

"

وثيقة الأسرى
عاد الجدال بين فتح وحماس حول ما سمي بوثيقة الأسرى المنبثقة عن عدد من المعتقلين الفلسطينيين في سجن هداريم، ونشرت سنة 2006 باسم وثيقة التفاهم الوطني. وقد تمسك محمود عباس بالوثيقة وهدد باللجوء إلى استفتاء شعبي حولها.

وازداد الوضع تأزما بين الحركتين عندما ألقى الرئيس عباس خطابا يوم 16 يناير/كانون الثاني 2006 دعا فيه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة، وهو ما اعتبرته حماس عملا غير قانوني.

ويعتبر استهداف موكب رئيس الوزراء إسماعيل هنية إحدى أهم محطات الاصطدام بين الحركتين. حيث اتهمت حماس علانية النائب عن فتح محمد دحلان بمحاولة اغتيال هنية خلال عملية إطلاق النار عند دخوله إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي.

اتفاق مكة
وكان اتفاق مكة في فبراير/شباط 2007 إحدى المحطات التي التقت فيها الحركتان بحثا عن نوع من الوفاق الوطني والتأكيد على حرمة الدم الفلسطيني، وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات التي تحول دون إراقته، مع التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية.

ويقضي الاتفاق الذي وقعه الرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفق اتفاق تفصيلي معتمد بين الطرفين، والشروع في اتخاذ الإجراءات الدستورية لتشكيلها.

الحسم العسكري
بيد أن محاولات التقارب بين الحركتين لم تفلح خصوصا بعد اتفاق مكة، لتصل العلاقة بينهما إلى ذروة التوتر بعد أن سيطرت حماس على غزة والمقرات التابعة للأمن في يونيو/حزيران الماضي عقب اشتباكات دارت مع حركة فتح في القطاع حسمته حركة حماس لصالحها عسكريا.

واعتبرته فتح انقلابا على ما أسمته الشرعية الفلسطينية. وتستمر تداعيات الوضع في غزة في إثارة المواقف بين الطرفين.

المصدر : الجزيرة