شهادات أسرى على تدنيس المصحف في سجون إسرائيل

صورة احدى المصاحف المدنسة في سجن مجدو بفلسطين

أكد عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية أن عملية تدنيس المصحف الشريف وتمزيقه صباح الثلاثاء في سجن مجدو داخل الخط الأخضر طالت على الأقل خمسة نسخ، وأن التمزيق طال المصاحف دون غيرها من احتياجات الأسرى.

وأوضح هؤلاء الأسرى أن عملية التدنيس تمت بتمزيق نسخ المصحف وإلقائها على الأرض، مشيرين إلى إن الإساءة للقرآن الكريم والنبي محمد عليه الصلاة والسلام وسب الذات الإلهية ليست جديدة على الاحتلال حيث يستخدمها المحققون في العديد من السجون والمعتقلات.

تدنيس مقصود

"
محقق إسرائيلي كبير لجأ بعد فشل طاقم من المحققين في نزع اعتراف من أسير فلسطيني، إلى سب القرآن الكريم وسب النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمامه في محاولة لاستفزازه
"

وحول ما جرى في سجن مجدو صبيحة الثلاثاء أوضح الأسير "أبو محمد" أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال وشرطة السجون تقدر بالمئات اقتحمت بشكل استفزازي ومفاجئ أقسام السجن الذي كان نزلاؤه لا يزالون نياما.

وقال في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إنه تم إخراج كافة الأسرى من غرفهم والعبث بمحتوياتها بطريقة غير لائقة، مضيفا أن الأسرى ذهلوا عندما عادوا إلى غرفهم ووجدوا أن ما لا يقل عن خمسة نسخ من المصحف الشريف في قسمي 2 و3 كانت ممزقة وملقاة على الأرض. وأكد أن عملية العبث والتمزيق طالت المصاحف فقط دون باقي الكتب، رغم تخريب مقتنيات الأسرى وأغراضهم الشخصية وأدوات المطبخ.

وذكر الأسير الفلسطيني أن الأسرى احتجوا على هذا التدنيس ما دفع إدارة السجن إلى عقد اجتماع مع ممثلي الفصائل وممثل السجن لاحتواء الموقف، إذ أنكرت الإدارة حالات التدنيس وطلبت عدم إثارة الموضوع في الإعلام ومعالجته داخليا.

لكن الأسرى رفضوا ذلك وأصروا على تشكيل لجنة تحقيق مكونة من هيئات مستقلة، محملين إدارة السجن التي تسلمت ثلاثة من النسخ الممزقة المسؤولية الكاملة عن ذلك.

وأضاف أن الأسرى قاموا بسلسلة فعاليات احتجاجية من بينها مقاطعة الإدارة والإضراب عن الطعام الأربعاء كما قاطعوا الزيارات، الأمر الذي دعا إدارة السجن إلى معاقبة ثلاثة من الأسرى بالعزل الانفرادي لاحتجاجهم على عملية التدنيس بصوت عال.

وأشار الأسير الفلسطيني إلى أن القانون الإسرائيلي يعطي الأسرى الفلسطينيين الحق في منع الجنود من تفتيش المصحف الشريف حيث يتولى الأسير بنفسه تقليب صفحاته لتفتيشه، لكن إدارات السجون أخذت تتساهل مؤخرا في هذه القضية ويقوم الجنود أنفسهم بأخذ المصاحف وتفتيشها.

ويطالب الأسرى في سجن مجدو الذين يصل عددهم نحو ألف أسير بموقف صارم لمختلف القوى الفلسطينية والهيئات والمؤسسات الدولية إزاء تدنيس المصحف الشريف، والإصرار على إجراء تحقيق ومحاسبة المسؤولين عن ذلك.

undefinedوأكدوا أن مصلحة السجون الإسرائيلية فرضت منذ تسلمها السجن من الجيش مؤخرا عدة إجراءات صارمة على الأسرى، بينها التفتيش العاري وفرض الغرامات الباهظة لأتفه الأسباب واستخدام العزل الانفرادي وأسلوب النقل ضد الأسرى الفاعلين خاصة من يحرصون على ضبط أوضاع الأسرى.


سب الذات الإلهية
وفي انتهاك فظيع آخر أكد أسير مفرج عنه طلب عدم ذكر اسمه أن المحققين الإسرائيليين يتعمدون سب القرآن الكريم والذات الإلهية والنبي محمد عليه الصلاة والسلام أثناء التحقيق مع الأسرى، بهدف إجبارهم على الاستجابة لهم مقابل وقف ذلك.

وقال الأسير المحرر إن محققا كبيرا لجأ بعد فشل طاقم من المحققين في نزع اعتراف منه إلى سب القرآن الكريم وسب النبي محمد عليه الصلاة والسلام أمامه بغرض استفزازه، مشيرا إلى أن هذا الأسلوب يستخدم غالبا في الحالات التي يعجز فيها المحققون عن نزع الاعترافات من الأسرى.

ويقول الأسير (صالح.م) من سجن مجدو إن الأسرى -رغم احتجاجاتهم على الانتهاكات الإسرائيلية- على قناعة بأن المتسبب في تمزيق المصحف لن ينال عقابه الذي يستحقه إذا تم التحقيق في القضية، موضحا أنه تم سابقا إدانة العديد من الجنود بقتل الفلسطينيين دون أن يعاقبوا سوى بالسجن عدة أيام أو شهور ثم الإفراج عنهم، ومع ذلك رأى أن التحقيق مهم لضمان عدم تكرار الحادثة.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة