قصص تعكس معاناة الإيرانيين من قسوة العقوبات

People buy vegetables and fruits at the Tajrish Bazaar in northern part of Tehran, Iran, August 2, 2017. Nazanin Tabatabaee Yazdi/TIMA via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.
سوق خضار شمالي طهران مزدهرة قبل العقوبات (رويترز-أرشيف)

يبدو أن العقوبات الأميركية على إيران بدأت تترك تداعياتها على الملايين من الشعب الإيراني، فقد بدأت بعض العائلات تتبادل القصص بشأن التأثير "المدمر" لهذه العقوبات على حياتهم اليومية.

ويشير تحليل -كتبته بيتان مكيرنان بصحيفة ذي إندبندنت البريطانية- إلى أن أكثر من 80 مليون مواطن عادي بدؤوا يشعرون بالضيق مع تراجع قيمة الريال (العملة الوطنية) وارتفاع أسعار المواد الغذائية والإيجار، وبدأت إمدادات الأدوية الحيوية المستوردة بالنفاد.

إذ يبدو أن التفاؤل القصير المدى الذي أوجدته اتفاقية النووي بين إيران والقوى الكبرى عام 2015 قد تبخر الآن بالنسبة للإيرانيين العاديين.

فهذه الطبيبة الأميركية من أصل إيراني ميسم تعيش قلقا متزايدا بشأن جدتها المسنة في إيران والتي تعاني جراء سرطان الدم.

وتقول ميسم إنها بصفتها طبيبة تعالج في الولايات المتحدة من أمراض -كالتي تعانيها جدتها- فإنها تشعر بالذنب لأنها عاجزة عن تقديم الرعاية الطبية للجدة.

وتضيف أن جدتها لم تتمكن من الحصول على عقاقير العلاج الكيميائي الخاصة بها، لعدم توفره في الصيدليات.

وتبحث العائلة بمساعدة طبيب عن موردين جدد قد يكونون قادرين على استيراد الأدوية، ولكنهم لا يعرفون ما يفعلونه مع بدء العقوبات الأميركية.

وتضيف ميسم أن العقوبات تؤذي الناس العاديين بالشوارع ولا تسبب أي ألم على الإطلاق للحكومة. وتتساءل "كيف يتم منع العلاج الكيميائي عن جدتي البالغة من العمر 80 عاما في المساعدة على تحقيق أي هدف لأي كان؟

ويضيف التحليل أن الشركات الدولية الأسابيع القليلة الماضية بدأت الانسحاب من إيران بعد تهديدات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يجب أن تختار بين التجارة مع طهران أو الولايات المتحدة.

ويشير إلى أن العملة الإيرانية فقدت نصف قيمتها منذ أبريل/نيسان الماضي، مما أدى إلى احتجاجات في الشوارع بالعديد من المدن في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة والفساد الحكومي.

وينسب التحليل إلى مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون تصريحه من إسرائيل الخميس الماضي المتمثل في قوله إن إعادة فرض العقوبات على إيران أثبتت بالفعل نجاحها أكثر من المتوقع.

وأما المواطنة الأميركية من أصل إيراني ماري -التي غادرت طهران عام 1981- فتقول إنها لا تزال تعاني من كابوس عقوبات السفر القديمة، مما يعني أنها لن تتيح لها الفرصة لرؤية والدها شخصيا قبل وفاته.

وتعمل تلك المواطنة في وظيفتين كي تتمكن من دعم شقيقتها التي يعاني ابنها من شلل دماغي في إيران.

وتصر ماري على أن العقوبات الأميركية تحول دون حصول ابن اختها على رعاية أفضل بعد حادث سيارة تعرض له، كما أنهم يستعدون لمواجهة تأثير العقوبات الجديدة على علاجه.

وتقول أيضا إنها غاضبة من كل ما يجري، وإنها تخشى على الشعب الإيراني.

وتضيف أن الرئيس حسن روحاني والمرشد علي خامنئي وجميع الملالي أو أي مجموعة أخرى بالسلطة لا يتأثرون بهذه المباريات "الرهيبة" التي يلعبها السياسيون.

المصدر : إندبندنت