أحزاب بريطانيا.. العمال مزدهر والمحافظون قلق

Labour Party Jeremy Corbyn, leaves after giving a speech on Brexit at the National Transport Design Centre at Coventry University, Britain February 26, 2018. REUTERS/Darren Staples
زعيم حزب العمل البريطاني جيرمي كوربن (رويترز)

نشرت صحيفة غارديان البريطانية مقالا للكاتب دان صباغ قال فيه إن حزب العمال البريطاني يعد أغنى حزب في البلاد، وليس رهينة لتبرعات النقابات والحركات التقليدية التابعة للحزب.

وأوضح الكاتب أن العدد الكبير لأعضاء الحزب يسهم في ازدهاره، ويجعله أقل اعتمادا على المانحين الكبار من حزب المحافظين.

وأضاف أنه إذا كان زعيم الحزب جيريمي كوربن يبحث عن مثال واحد لمدى تأثيره على السياسة البريطانية، فقد يكون تمويل حزبه هو أفضل مكان للبدء.

فقد ساعدت عضوية الحزب الكبيرة -التي تزايدت بشكل هائل منذ التنافس على قيادة الحزب في 2015 التي فاز بها كوربن- على ضمان أن يكون حزب العمل أغنى حزب سياسي في بريطانيا بكل سهولة.

ويضيف الكاتب أن كبار مانحي الحزب من النقابات المختلفة تراجعت من حيث الأهمية المالية، حيث بلغت الرسوم من الفروع التابعة للحزب نحو 6.2 ملايين جنيه إسترليني فقط، رغم أن الاتحاد الموحد الذي يقوده مؤيد كوربن الرئيسي لين ماكليسكي لا يزال أكبر مانح منفرد للحزب.

تبرعات أثرياء
ويشير الكاتب إلى أن حزب العمال في عهد توني بلير سعى للتنافس مع المحافظين من خلال جمع الملايين من الأفراد الأثرياء، مثل المؤلف جي كي رولينغ، وأن هذه التبرعات في بعض الحالات أدخلت الحزب في ورطة.

وجمع حزب العمال في السنة الانتخابية لعام 2017 نحو عشرة ملايين جنيه إسترليني أكثر من المحافظين.

فأعضاء حزب العمال الذين يبلغ عددهم نحو 550 ألفا تمكنوا من جمع 16.1 مليون جنيه إسترليني في حفلاتهم الفرعية في هذا العام.

كما حصل حزب العمال على 18.2 مليون جنيه إسترليني على شكل تبرعات صغيرة، معظمها من حملات على الإنترنت.

وأبرز التقرير السنوي لحزب العمال أن الحزب تمكن أثناء حملة الانتخابات العامة العام الماضي من جمع خمسمئة ألف جنيه إسترليني في يوم واحد.

ويوضح أن بلير عندما كان رئيسا للوزراء اضطر للاعتذار بعد أن تبين أن مانحا واحدا هو بيرني إيكليستون حظي بمعاملة تفضيلية لإعلانات السجائر في مسابقة فورمولا 1 لسباق السيارات.

بعض المانحين لحزب المحافظين قدموا تبرعات مقابل عشاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي (غيتي)
بعض المانحين لحزب المحافظين قدموا تبرعات مقابل عشاء مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي (غيتي)

حزب المحافظين
وأما بالنسبة لحزب المحافظين، فيقول الكاتب إن البعض يزعم أن الأموات قدموا تبرعات أكثر من الأحياء، حيث كانت مساهمات أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 124 ألفا عبارة عن مبلغ زهيد لا يزيد على 835 ألف جنيه إسترليني، والتي تشكل نحو نصف المبلغ الذي تلقاه الحزب من الموروثات والوصايا البالغ قيمتها 1.7 مليون جنيه إسترليني.

ويضيف الكاتب أن المحافظين قلقون جدا على حزبهم، وسط خشيتهم من أنه يحتضر، وأن نائب رئيس الحزب جيمس كليفرلي غرد الأربعاء الماضي بأن الجمعيات المحلية تحتجز الجزء الأكبر من اشتراكات العضوية أو ما يقدر بنحو أربعة ملايين جنيه إسترليني في العام.

غير أن الكاتب يقول إن هذا الزعم من جانب البعض بشأن تمويل حزب المحافظين يعتبر صحيحا، وذلك فقط في حال استبعاد الجهات المانحة الحية للحزب مثل مالك شركة "جاي سي بي" واللورد آشكروفت.

ويضيف أن المانحين جمعوا 34.3 مليون جنيه إسترليني في ما بينهم، مما يشكل ثلاثة أرباع الدخل السنوي الإجمالي لحزب المحافظين.

ويقول إن أحد المانحين دفع 55 ألف جنيه العام الجاري في مقابل قضاء يوم مع رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وإن مانحا آخر دفع 12 ألفا وخمسمئة جنيه في مقابل عشاء من إعداد منزلي في بيت وزير البيئة مايكل غوف وزوجته سارة فاين.

بيد أنه يمكن لسياسيي حزب العمال أن يتباهوا بأنهم أحرار نسبيا من مثل هذه القيود، فالحزب يأمل استخدام المال الذي لديه لزيادة قدراته وتنظيم صفوفه.

المصدر : غارديان