"أفضل الجهاد".. قيم إسلامية تحمي الصحافة بجنوب آسيا

Former Malaysian Prime Minister Mahathir Mohamad speaks to the media during a rally organised by pro-democracy group
مهاتير يتحدث لوسائل الإعلام خلال مهرجان نظمته قوى داعمة للديمقراطية (رويترز)

قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إن "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، وغيرهما من النصوص الإسلامية يمكن أن تشكل أساسا قيميا تستند إليه المبادئ العالمية للعمل الصحفي.

ورد ذلك في مقال للأستاذة المشاركة في الإعلام والشؤون العامة والشؤون الدولية بجامعة جورج واشنطن الأميركية جانيت إي استيلي بمجلة فورين بوليسي، قالت فيه إنها تعلمت خلال بحثها لإعداد كتابها عن الإسلام والعمل الصحفي "الصحافة العالمية بجنوب آسيا"، أن هناك طرقا لدعم وسائل الإعلام المستقلة غير طريق الليبرالية، ومنها ما أسمته "المصطلح الإسلامي".

وقالت إنه في عالم يزعم أن الإسلام معادٍ للديمقراطية والتعددية، يبرز الصحفيون المسلمون في إندونيسيا وماليزيا وهم يناضلون من أجل العدالة وكشف الفساد والدفاع عن حقوق المستضعفين.

المبادئ العالمية
وأكدت أن المبادئ العالمية للعمل الصحفي مثل قول الحق والتوازن والتحقق والاستقلال عن السلطة، يمكن شرحها والتحقق من صحتها بلغة ومصطلحات إسلامية.

وعلى سبيل المثال، عند شرح وتوضيح مبدأ التحقق من الصحة في العمل الصحفي الذي يوصف في الغرب بأنه "عملية الفحص وإعادة الفحص"، فمن المعتاد في ماليزيا سماع الآية المذكورة أعلاه "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ…"، مضيفة أنها سمعت في إندونيسيا كثيرا قول الرسول صلى الله عليه وسلم إن "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، ودعوة أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب للناس بتقويمهما إذا ابتعدا عن طريق الحق.

وأشارت إلى الدور الحاسم لوسائل الإعلام المعارضة في ماليزيا (أغلبها إسلامية) في كشف الفساد خلال فترة الحكومة السابقة، خاصة الفضيحة المليارية لصندوق الاستثمار في التنمية "بيرهارد ديفلوبمنت ماليزيا1″، مثل صحيفة "حركة" وموقع "مالايزياكيني" الإلكتروني وغيرهما.

مثال حي
وقالت رغم أن صحيفة وول ستريت جورنال قد نالت جائزة بوليتزر المرموقة لنشرها عن إيداع مئات ملايين الدولارات من صندوق الاستثمار المذكور في حسابات تابعة لرئيس الوزراء السابق نجيب عبد الرزاق لضمان فوزه في انتخابات عام 2013، فإن وسائل الإعلام المعارضة هناك نشرت أكثر بما لا يقارن مع ما نشرته وول ستريت جورنال، وساعدت بشكل حاسم في التأثير على الناخبين لصالح القوى التي أطاحت بنجيب.

كما أشارت إلى سعي الحكومة الماليزية الحالية برئاسة مهاتير محمد إلى إلغاء القوانين المقيدة لحرية الصحافة التي فرضتها الحكومة السابقة لحماية نفسها من وسائل الإعلام، وإلى تحالف الصحفيين والنخبة السياسية وتنظيمات المجتمع المدني بإندونيسيا، الذي حقق نصرا تاريخيا في 1999 بإقراره قانون الصحافة الذي أسس البنية المطلوبة لحرية الصحافة وفتح الطريق لإصلاح حقيقي مستدام.

المصدر : فورين بوليسي