العلاج بالظلام.. أحدث تقنيات الطب النفسي

Man leaning with hands against wall, dark room
تفيد بعض الدراسات بأن الظلام يزيد حدة الحواس ويحفز الإبداع (غيتي)

هل يعتبر الهدوء والظلام شكلا من أشكال العلاج الطبي والنفسي؟ وهل البقاء فترة زمنية محددة في أجواء مظلمة من شأنه الشفاء من الكثير من الأمراض؟ وما مدى تأثير الظلام الدامس على صحة البشر؟

يقول الكاتب مورغلت تشايلدز إن ثمة مراكز صحية متخصصة –كما هي الحال في تشيكيا- توفر شكلا من أشكال العلاجات البديلة، في ظل ما تتصف به المناطق التي تنتشر فيها تلك المراكز من هدوء ومناظر خلابة في الهواء الطلق.

ويتحدث الكاتب عن مركز بيسكيد لإعادة التأهيل (بي آر سي) في تشيكيا، فيقول إنه يقع على قطعة أرض متدرجة في سلسلة جبال بيسكيد في البلاد، حيث يمكن للمرء زيارتها للسياحة والاستجمام أو في حال المعاناة من أمراض مزمنة قد يكون الطب عاجزا عن إيجاد العلاج الكفيل بشفائها.

ويركز المقال على دور الظلام في الاستشفاء، حيث ينبغي للزائر أن يقضي سبعة أيام أو أكثر في ظلام دامس بمفرده في غياب كامل للضوء.

ويشير الكاتب في مقاله في مجلة "أتلانتك" الأميركية إلى ما يطلق عليه التشيكيون الآن "تيرابي توما" أو "العلاج المظلم"، ويقول إن العديد من الممارسين العصريين يشيرون إلى ممارسات عالم الأثربولوجيا الألماني هولغر كالويت في هذا السياق في ستينيات القرن الماضي.

شعور بالانتعاش
ويزعم المركز على موقعه على شبكة الإنترنت أن علاج الظلمة يعتبر "فعالا للغاية" في الوقاية من "أمراض نمط الحياة"، بما في ذلك السرطان والاضطرابات الأيضية، ويزيد حدة الحواس، ويحفز الإبداع، ويساعد على الشعور بالانتعاش.

وليس هناك الكثير مما ينبغي للزائر القيام به في الظلام في أي من المراكز المعنية، إذ يمكن للعملاء أن يناموا أو أن يمارسوا بعض التمارين أو يكتفوا بالتأمل.

ويتناول الزبائن الطعام، ويستحمون في الظلام أيضا، ويمكن لهم كذلك ممارسة الكتابة أو الرسم أو النحت أو العزف على بعض الآلات في بعض الأحيان في ظلام دامس.

ويمكن لهم قضاء الكثير من الوقت في التأمل بعيدا عن هواتفهم وعن شبكة الإنترنت وعن جداول مواعيدهم، لكن يمكنهم التحدث والدردشة مع المعالجين أو الحراس في بعض الأحيان، حيث يتحدث بعض العملاء عن مشاهدتهم لما يشبه أحلام اليقظة في هذه الأجواء المظلمة.

ويعتبر مالوش أستاذ علم النفس المساعد بكلية الآداب في جامعة أوسترافا أن علاج الظلام هو نوع من العلاج التحفيزي المقتضب، وهو الإجراء الذي كان يعرف في الماضي بالحرمان الحسي.

وتشير دراسات إلى أن بقاء الشخص المعني عادة وحده على سرير في غرفة مظلمة وهادئة لمدة بين 24 و48 ساعة قد يعود عليه بجملة من الفوائد النفسية والفسيولوجية.

المصدر : أتلانتك + الجزيرة