الرحلة 370 لغز غامض وحزن ممتد.. فهل من جديد؟

BEIJING, CHINA - AUGUST 07: Chinese relatives of passengers missing on Malaysian Airlines flight MH370 cry as they kneel in front of the media outside the Malaysian Embassy during a protest by relatives on August 7, 2015 in Beijing, China. France expanded its search for debris off Reunion Island Friday a day after Malaysia's prime minister announced that a piece of wing discovered last week is from Malaysia Airlines Flight MH 370 which vanished last year. Officials and experts from other countries including the United States and Australia have been more cautious, saying that more investigating needs to be done. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
الحزن يخيم على ذوي الضحايا خارج السفارة الماليزية في بكين (غيتي)

هل اتبع كابتن طائرة الرحلة "أم أتش 370" التي اختفت فجأة الإجراء المألوف عند الاتصال؟ وما مدى خبرة مساعد الطيار لهذا النوع من الطائرات؟ وماذا عن دور الطيار الآلي؟ وماذا جرى للطائرة فجأة؟ وهل كشفت التحقيقات عن جديد بعد مرور أكثر من أربع سنوات على وقوع الكارثة؟

في هذا الإطار، يقرأ سيمون كالدر في صحيفة إندبندنت البريطانية التقرير النهائي الذي صدر عن فريق التحقيق المعني بفك لغز اختفاء هذه الطائرة، وهو التقرير الذي يطرح العديد من التساؤلات.

ويقول إن الكابتن زهاري أحمد شاه هو من كان يقود الطائرة، وإنه صاحب خبرة كبيرة، بيد أن مساعده فريق عبد الحميد كان في أول مهمة له على هذا الطراز من طائرات "بوينغ 777″، ودون قائد تدريب يشرف عليه.

ويضيف أن آخر بث لاسلكي مسجل كان عند الساعة الواحدة و19 دقيقة من بعد منتصف الليل، وذلك عندما أكد الكابتن تسلمه التعليمات من مراقبي الحركة الجوية الماليزية التي تقول "ليلة سعيدة للماليزية 370".

بيد أن الكابتن لم يُعِد قراءة التردد المخصص، مما يعتبر تعارضا مع إجراءات الاتصال الهاتفي عبر الراديو.

‪قطعة من جناح الطائرة عثر عليها في جزيرة ريونيون الفرنسية في المحيط الهندي في مارس/آذار 2016 للرحلة أم أتش 370 الماليزية‬ (الصحافة البريطانية)
‪قطعة من جناح الطائرة عثر عليها في جزيرة ريونيون الفرنسية في المحيط الهندي في مارس/آذار 2016 للرحلة أم أتش 370 الماليزية‬ (الصحافة البريطانية)

دوران واختفاء
وأما الطائرة فاختفت أثناء عملية التسليم من سيطرة المرور الجوي الماليزية إلى نظيرتها الفيتنامية.

ويبين تحليل بيانات الرادار والقمر الصناعي أن الطائرة غيرت مسارها فجأة، وأنها دارت وعادت للطيران عبر أجواء شبه الجزيرة الماليزية، متجهة من جنوب بينانغ إلى الشمال الغربي ثم إلى جنوب المحيط الهندي.

ونفد وقود الطائرة في نهاية المطاف وتحطمت في المحيط الهندي غرب أستراليا على بعد آلاف الكيلومترات من وجهتها المقصودة.

ويقول التقرير إنه "لا توجد معلومات كافية لتحديد إذا كانت الطائرة قد انفصلت في الهواء أو أثناء الارتطام بمياه المحيط".

تغيير مسار
ويقول التقرير إن دوران الطائرة في غضون دقيقتين وعشر ثوان يعتبر أمرا غير ممكن دون فصل الطيار الآلي.

وأما لماذا اختفت الطائرة عن شاشات الرادار، فيقول التقرير إن الإرسال من الطائرة توقف "سواء عن قصد أو دون قصد".

‪ذوو الضحايا كثيرا ما شككوا في ما تقوله السلطات المعنية بشأن اختفاء هذه الطائرة‬ (رويترز)
‪ذوو الضحايا كثيرا ما شككوا في ما تقوله السلطات المعنية بشأن اختفاء هذه الطائرة‬ (رويترز)

ويضيف أنه على الرغم من أنه لا يمكن بشكل قاطع استبعاد وجود عطل في الطائرة، فبناء على الأدلة المحدودة المتوفرة فمن المرجح أن يكون فقدان الاتصال قبل الدوران ناتجا عن إيقاف تشغيل الأنظمة يدويا أو انقطاع الطاقة عنها.

غير أن الرأي الأخير لفريق التحقيق تمثل في قولهم إن الفريق غير قادر على تحديد السبب الحقيقي لاختفاء الرحلة "أم أتش 370″، وهو ما دونه المحققون المعنيون بمحاولة فك أكبر لغز في تاريخ الطيران، وذلك في صفحة 443 من تقرير التحقيق بالسلامة المتعلق بهذه الرحلة التي لف الغموض سبب وكيفية اختفائها، لكن هل من اكتشافات جديدة مثيرة للاهتمام؟

فلغز اختفاء هذه الطائرة الماليزية من طراز بوينغ 777 يبقى من أكثرها غموضا في تاريخ الطيران في العالم منذ اختفت أثناء رحلتها من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى العاصمة الصينية بكين في الثامن من مارس/آذار 2014، وعلى متنها 239 شخصا، بمن فيهم الطاقم وجلهم من الصينيين.

بيد أن المحققين غطوا كل جانب من سجلات بطاقات الائتمان الخاصة بكابتن الطائرة إلى أجناس القشريات البحرية التي كانت عالقة بقطعة من جناح الطائرة عند غسله، وهي القطعة التي عثر عليها في جزيرة ريونيون الفرنسية في المحيط الهندي في أوائل مارس/آذار 2016.

وتم دعم فريق التحقيق الماليزي المؤلف من 19 عضوا بارعا من جانب منظمات وطنية، بما في ذلك فرع التحقيق في الحوادث الجوية في المملكة المتحدة ومكتب سلامة النقل الأسترالي.

وتم تخصيص التقرير النهائي "لذكرى 239 من الركاب وأفراد الطاقم المفقودين في الرحلة "أم أتش 370".

كما تم تخصيصه لعائلات الضحايا وأصدقائهم وزملائهم، فلعله على الأقل يملأ بعض الفراغات، ويخرج بعض التكهنات بشأن هذا الفقدان الكبير. كما أن التقرير -بالنسبة للجمهور المتنقل بشكل عام- يورد بعض الاكتشافات المثيرة للاهتمام.

المصدر : إندبندنت + الجزيرة