من سيربي أطفالنا: نحن أم التكنولوجيا؟

Children attend classes at a school in San Cristobal, Venezuela February 20, 2018. Picture taken February 20, 2018. REUTERS/Carlos Eduardo Ramirez
صنداي تلغراف تدعو الآباء لترك الأطفال يجربون ويخطئون ويحاولون تصحيح أخطائهم (رويترز)

لا يريد الآباء إلا الأفضل لأطفالهم، ولكن كيف يمنحونهم الفرصة للنمو في شتى المجالات، في الوقت الذي تهدد فيه التكنولوجيا بإعادة اختراع العالم الذي يعيشون فيه؟

في هذا الإطار، تطرح صحيفة صنداي تلغراف البريطانية العديد من التساؤلات، وتتطلع لاكتشاف القرارات التي يمكن اتخاذها من الآن من أجل الأطفال.

فتتساءل: هل ينبغي للآباء أن يطلبوا من أطفالهم تعلم الترميز وإنشاء الروبوتات التي قد تقوم بتعريف البشرية؟ أو أن يقوموا بتشجيع الجوانب الإبداعية لديهم حتى يتمكنوا من إضفاء لون على الحياة بطريقة لا تسمح بها أجهزة الكمبيوتر؟ وهل يقوم الآباء بحظر الشاشات أو بمعانقتها؟ وهل يقومون بتوفير المال لمستقبل أطفالهم أم ينفقونها على حاضرهم؟

وتقول الصحيفة إنه إذا نظر المرء حوله، فسيجد أن الحاضر ملموسا، وإنه إذا وضع نفسه في المستقبل، فسيجد أن عالما من الاحتمالات التي لا حدود لها تعد واضحة أمامه.

احتمالات وتشويش
وتتساءل: أي من هذه الاحتمالات سوف يحدث في حياة أطفال البشرية؟ وكيف يمكن إعدادهم؟ فالمجهول لا يزال كبيرا في هذا السياق.

وتضيف الصحيفة أن متوسط العمر المتوقع للفتاة التي تولد في بريطانيا هذه الأيام هو 82 عاما، أي أنها قد تموت في السنة الأولى من القرن المقبل، حيث يعتقد العديد من الخبراء بأن الآلات تكون قد تجاوزت الذكاء البشري، مما يؤدي إلى انفجار غير مسبوق في الاختراع والتقدم.

وتتساءل الصحفية عن كيفية الحصول على أفضل النتائج والمواضيع التي ينبغي على الأطفال أن يتعلموها في المدرسة الابتدائية وفي وقت لاحق في الجامعة، إذا كانوا سيذهبون إلى الجامعة من الأصل.

وتقول كيف يمكن للآباء التأكد من أن أطفالهم سعداء خلال هذه السنوات وما بعدها؟ وسط التساؤل عن مدى الانسيابية بين الجنسين، وعما يهم الصحة الجسدية والحال الاقتصادية للجيل الجديد.

مستقبل غامض
وتضيف أن مثل هذه التساؤلات تؤكد التنوع الكبير في العقود الآجلة المحتملة التي يجب على آباء اليوم إعداد أطفالهم لها.

كما أن الأطفال لا يحتاجون فقط إلى مؤهلات أكاديمية لمواجهة مستقبل غامض إلى حد بعيد، بل إنهم يحتاجون إلى المرونة العاطفية والعقلية من جانب والديهم في وقت مبكر، حتى أن الجنين يمكنه تمييز صوت أمه إذا كانت تغني له.

بيد أن الصحيفة تدعو الآباء إلى التوقف لاحقا عن إعداد كل شيء لأطفالهم، وتدعو إلى جعلهم يحاولون بأنفسهم ويقعون في الخطأ ويحاولون تصحيحه، فهذا يعتبر مفيدا لهم أكثر من معلم قاسٍ؛ فالعالم يتحرك من حالة التعليم البسيط إلى الاستكشاف.

وتقول إن التكنولوجيا تتقدم، ومن المرجح أن المراحل المعروفة من الحياة البشرية كالتعليم والتعليم العالي والمهنة والتقاعد ستندمج وتصبح مثيرة للقلق.

وظائف مختلفة
وبدلا من مهنة لمدى الحياة، فمن المتوقع أن تكون لدى هؤلاء الأطفال الذين في المدرسة الآن عشر وظائف مختلفة في الوقت الذي يبلغون فيه أربعين عاما.

كما أنه من المحتمل أن يختاروا أعمالا حرة بالقطعة تتعهد بها بعض الشركات في جميع أنحاء العالم، وأن يديروا شؤونهم المالية الخاصة دون الاعتماد على راتب شهري.

وتقول إنه ستكون هناك وظائف لأبنائنا لأن الشراكة الأقوى من أي وقت مضى بين الإنسان والآلة ستؤدي إلى فرص عمل أفضل.

وتضيف أن الدور الرئيسي للآباء اليوم هو إعداد أطفالنا لهذا الغموض، وتشجيعهم على القيادة والقدرة على الصمود لعالم تكون فيه الحلول المخصصة لتعزيز مواهبهم موجودة فقط إذا كانوا متحمسين بما فيه الكفاية للبحث عنهم.

المصدر : الجزيرة + صنداي تلغراف