كره النساء.. إرهاب من نوع آخر

Alek Minassian
مناسيان ينظر إليه كقديس ضحى بنفسه خدمة للجماعات المروجة لكره النساء (مواقع التواصل الاجتماعي)
في كندا كما هي الحال في الولايات المتحدة، يلتقي أعداد من الرجال يطلق عليهم "إنسلس" (incels) في مواقع على الإنترنت محظورة على الإناث، يعبرون فيها عن بغضهم للنساء ويحثون بعضهم بعضا على إيذائهن.

وهي مجموعات يجمع بين أفرادها إخفاقهم في كسب محبة الجنس الآخر والارتباط عاطفيا بإحدى النساء، الأمر الذي دفعهم إلى التكتل في مجموعات عبر الإنترنت للانتقام من كل الإناث والتعبير عن حقدهم عليهن، حسب تقرير بصحيفة لوموند.

ويعني لفظ "إنسل" باللغة العربية الشخص "الأعزب رغما عنه"، أما اصطلاحا فهو الرجل الذي لا ينجح أبدا مع النساء وينتهي الأمر ببغضه لهن.

وقد نشر هؤلاء على صفحات خاصة مشاهد سادية من الاغتصاب تحت عناوين من قبل "أكره الإناث"، "دمروا بنات (لفظ بذيء)".

واحتفت هذه المجموعات بالعمل الذي قام به الكندي أليك مناسيان (25 عاما) يوم 23 أبريل/نيسان الماضي في تورونتو بكندا، الذي استهدف من خلاله تجمعا من الناس وقتل عشرة منهم، أغلبهم من النساء، وذلك بعد أن كان قد نشر على صفحته على فيسبوك الرسالة التالية "بدأ تمرد إنسلس".

وكان موقع ريديت قد أغلق حساب مجموعة من 40 ألف فرد بتهمة ترويجها للأفكار الحاثة على بغض النساء، ورغم أن هدف هذه المجموعة المعلن هو "دعم" الرجال الذين لديهم فراغ عاطفي ويحتاجون إلى علاقات رومانسية وجنسية، فإنها سرعان ما حادت عن مسارها وأصبحت تنشر رسائل عن النساء من قبيل "القمامة التي تستخدم الرجال" و"مجسدات الشر" و"القذرات"، كل ذلك مع دعوة صريحة إلى إشباع الرغبة الجنسية عبر الاغتصاب.

ترويج لــ"قديس"
وفي تقرير الصحيفة، يقول الكاتب فريدريك جوانيو إن مواقع إنسلس تروج لمناسيان، منفذ عملية تورونتو، بوصفه "قديسا جديدا" لحركتهم، وجاء في إحدى المشاركات "انشروا اسم هذا الرجل، وتحدثوا عن تضحيته من أجل قضيتنا، وعبروا عن إعجابكم به، كيف لا وهو الذي ضحى بنفسه من أجل قضيتنا".

ويتساءل أحد المعلقين عبر هذه المواقع عن احتمال أن يكون مناسيان قد استجاب لدعوة نشرها بلك بل برس تقول "أريد أن أرى تسمما غذائيا كبيرا، أو قنبلة أو اثنتين، وأتمنى أن يستخدم شخص ما شاحنة لدعس نساء أثناء عرض إحدى المدارس أو ما شابه ذلك".

وتحاول بعض النساء التصدي لهذه الحملة، حيث أطلقت الصحفية والكاتبة الأميركية جسيكا فالنتي في العام 2004 مدونة "فمينستينغ" لهذا الغرض، لكنها اضطرت نتيجة لنصيحة من قوات الأمن أن تغادر هي وابنتها البيت الذي كانتا تقيمان فيه.

وقد ضم معهد البحوث القانونية الأميركي ساوثرن بوفرتي لو سنتر الذي يُعنى بتحليل ومراقبة الجمعيات المحرضة على الكراهية، مجموعة أنسلس إلى قائمته، مشيرا إلى تعليقات أفراد هذه المجموعة الحاقدة على النساء، ودعواتها إلى العنف المنهجي تجاههن وتقليلها من شأن جرم الاغتصاب.

المصدر : لوموند