تايمز: الخوف يتملك الإيرانيين رغم تحديات "آيات الله"

كلمة الرئيس الإيراني حسن روحاني ردا على ترامب - الانسحاب من الاتفاق النووي
روحاني يرد على ترامب بشأن الانسحاب من الاتفاق النووي (رويترز)

كثير من الإيرانيين يبدون أكثر بؤسا وحزنا الليلة الماضية حتى مع امتلائهم بالاحتقار للرئيس الأميركي دونالد ترامب ورغم التحدي الذي أبداه قادتهم "آيات الله".

ذكرت ذلك صحيفة تايمز البريطانية مشيرة إلى تدهور الأحوال الاقتصادية بإيران حتى بعد رفع العقوبات عنها عام 2015، وأوضحت أن رفع العقوبات لم يأت بما كان يتوقعه الإيرانيون، لأن أميركا منعت التوسع الكبير في التجارة بين البلدين بزيادتها للعقوبات الموجهة لجهات وقطاعات بعينها خارج ما نص عليه الاتفاق النووي، إضافة إلى المعيقات البيروقراطية الإيرانية مع سعي قوات الحرس الثوري للحفاظ على وضعها المميز لإمبراطورتيها الاقتصادية.

وفي الشارع الإيراني، يرى الفقراء أن آمالهم بالحصول على وظائف قد أُجهضت كما ترى الطبقات الوسطى أن مدخراتها تتبدد مع استمرار الريال الإيراني في سقوطه الحر.

خائفون من الحرب
وقالت مهناز وهي امرأة في العشرينيات من عمرها تعمل في شركة إنترنت إن تدهور الوضع الاقتصادي ضغط عليهم كثيرا في الوقت الذي بلغ فيه سعر صرف العملة الإيرانية في السوق السوداء 80 ألف ريال مقابل الدولار الواحد وكان 57 ألف ريال الشهر الماضي و43 ألفا العام الماضي، مضيفة أنهم سيكونون سعداء إذا لم تدخل بلادهم في حرب.

وقال تاجر الأحذية علي إنه لا يرى اختلافا بين ترامب والمرشد الأعلى علي خامنئي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان "جميعهم يجري وراء السلطة مهما كانت التكلفة".

واستسلم إيرانيون آخرون لليأس، إذ قالت امرأة في الثلاثينيات من عمرها إن كل ما تفكر فيه حاليا هو الخروج من هذا المكان السيئ "أجد صعوبة كبيرة في تلبية احتياجاتي".

النخبة الحاكمة
من جهة أخرى نجد النخبة الحاكمة قد امتلأت بروح التحدي، حيث شوهد أعضاء البرلمان أمس وهم يحرقون نسخة من الاتفاق النووي ويحرقون العلم الأميركي ويهتفون بالموت لأميركا، كما سُمع خامنئي وهو يتنبأ بأن "جسد ترامب سيصبح طعاما للدود بينما تظل إيران قوية".

وكان رئيس قوات الحرس الثوري الجنرال محمد علي الجعفري قد رحب بـ انسحاب أميركا من الاتفاق النووي واصفا ذلك بأنه لن يكون له تأثير سلبي على إيران، ليقول في الوقت نفسه إن الأميركيين ليسوا جديرين بالثقة.

أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فقد بدا في وضع مخزٍ وهو يعلم أن أغلبية الشعب التي صوتت له في الانتخابات الأخيرة سيكونون في حالة من الحزن والخوف.

المصدر : تايمز