أتلانتك: كيف وصلت سوريا لهذه الحال؟
في هذا الإطار، نشرت مجلة أتلانتك الأميركية مقالا للكاتب أندرو تابلر قال فيه إن مرور سبع سنوات على تقلبات الحرب المستعرة في سوريا ومنعطفاتها يجعل من الصعب على المرء أن يتذكر أن كل هذه المآسي الدامية بدأت بمجرد بكتابات صغيرة على الجدران.
ويذكّر الكاتب بأن أطفالا في مدينة درعا جنوبي سوريا -في مارس/آذار 2011- كتبوا عبارات على حائط، منها "جاك الدور يا دكتور"، وذلك مما اقتبسوه من وحي ثورات الربيع العربي التي كانت قد أدت إلى الإطاحة حينئذ بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي والرئيس المصري حسني مبارك والزعيم الليبي معمر القذافي.
فما كان من أجهزة الأمن التابعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلا أن ألقت القبض على هؤلاء الأطفال وغيرهم، ورفضت إخبار آبائهم بأماكن اعتقالهم، وهو ما جعل أهالي درعا -بعد أسبوعين من الانتظار- يخرجون في مظاهرات احتجاجية تطالب بإطلاق سراح الأطفال المحتجزين.
الرصاص الحي
لكن النظام رد على المظاهرات السلمية بالرصاص الحي، مما أدى إلى مقتل عدة أشخاص، ليبدأ بذلك شلال الدم في الحرب التي أسفرت عن مقتل نحو نصف مليون إنسان حتى الآن.
وكانت كل جنازة لأي من المتظاهرين تشكل فرصة لمزيد من الاحتجاجات، وكان نظام الأسد يرد بمزيد من العنف والقسوة.
وسرعان ما امتدت الاحتجاجات إلى مدن وبلدات أخرى في أنحاء سوريا مثل حمص ودمشق وإدلب وغيرها، إلى أن اجتاحت أنحاء البلاد.
ويمضي الكاتب بسرد تفاصيل المأساة السورية وتعقيدات الحرب المستعرة في البلاد وأدوار اللاعبين فيها على المستويين الداخلي والخارجي، إلى أن يصل إلى قصة استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية لقصف المدنيين في دوما بالغوطة الشرقية بريف دمشق الأسبوع الماضي.
اشتعال المنطقة
ويشير إلى أن العالم شاهد الضربة الصاروخية الأميركية البريطانية الفرنسية على مواقع تابعة للنظام السوري فجر السبت الماضي، التي أمر بتنفيذها الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
ويتحدث بإسهاب عن كيفية انتقال المأساة السورية من فترة "خربشات أطفال"، مرورا بالاقتراب من الإطاحة "بالدكتاتور"، وعودة إلى تأكيد "الطاغية" سيطرته على البلاد المدمرة؛ ليقول إن هذه المأساة تمثل قصة للصراع العرقي والتواطؤ الدولي، ولمعاناة لا تنتهي للمدنيين.
ويضيف أن سوريا مقبلة على الدخول في مرحلة جديدة تكون ربما أكثر خطورة، وأن الأسلحة الكيميائية ما هي سوى جزء من هذه الحرب المرعبة التي تمثل أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية.
ويحذر الكاتب من تطاير شرر الحرب السورية إلى أن يشعل المنطقة برمتها، وسط الخشية من استمرار استعار الحرب لجيل كامل يكون فيه المدنيون هم الضحايا في كل يوم وليلة.