هل تسببت ضربات سوريا بسحابة سامة؟

A missile is seen crossing over Damascus, Syria April 14, 2018. SANA/Handout via REUTERS THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THIS IMAGE.
صاروخ يعبر سماء دمشق ليلة الضربة الثلاثية (رويترز)
هل يمكن للضربات الفرنسية على مواقع إنتاج وتخزين المواد الكيميائية في سوريا أن تسبب سحابة سامة خطيرة؟ 

يقال في وزارة الدفاع الفرنسية إنه "لمواجهة مثل هذا الاحتمال، أجريت دراسة متأنية لظروف الطقس والرياح للضرب في الوقت المناسب". 

لكن أوليفييه ليبيك الباحث بمؤسسة الأبحاث الاستراتيجية (FRS) يقول لقد استغلت الأيام الأخيرة بشكل أساسي في التفاوض مع روسيا، ولتوضيح أن احتمال انبعاث الغازات بعد التفجيرات "يبقى ضعيفا للغاية".

وأضاف أن "عناصر سلائف غاز السارين حساسة جدا لدرجات الحرارة المرتفعة، فمن المحتمل أن تكون الحرارة القوية جدًا التي تنطلق من انفجار الصواريخ دمرتها".  

وتابع الباحث "ستكون المخاطرة أقل حتى لو كان لدى نظام بشار الأسد فقط كمية متبقية من المواد الكيميائية" التي تم تفكيك معظمها عام 2013. 

أما بالنسبة للكلور، وكثيرا ما يستخدمه جيش النظام في غاراته -وفقا للخبير- فهو "قبل كل شيء منتج صناعي. ومواقع الإنتاج ربما لم تكن جزءا من الأهداف". 

وعلى أي حال يشكك الخبير في فعالية الضربات التي وقعت صباح السبت "لا أعتقد أن النظام السوري انتظرهم لنقل الترسانة الكيميائية التي تبقت بحوزته ووضعها في مكان آمن". 

ويبقى سؤال واحد: كيف كانت سوريا قادرة على الاحتفاظ بهذه المواد في أعقاب الهجوم على الغوطة عام 2013 (1400 حالة وفاة) بعد أن أشرفت على تفكيك ترسانتها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية؟ 

وتبقى الصيغة الأكثر قبولا هي أنه لم يتم الإعلان عن جميع المخزونات. 

يقول ليبك "كان سرا مكشوفا أنه لا تزال هناك مخزونات" مضيفا أنه "كان هناك تناقض في خطاب المسؤولين السوريين لفهمه". 

ففي مايو/أيار 2015، عثر مفتشو المنظمة على آثار للسارين في مكان لم تبلغ عنه دمشق. 

وقبل عام، وقع هجوم بالغاز في خان شيخون في منطقة إدلب (شمال غرب) وأوقع 87 ضحية مما أكد الشكوك.

فهل من الممكن أن الحكومة السورية قد تمكنت أيضا من إنتاج كميات جديدة من المواد الكيميائية، بما في ذلك السارين منذ عام 2013؟ 

وفي هذا السياق، يقول الباحث "إذا كان هذا هو الحال، فالإنتاج كان بكميات صغيرة، لأن المنتجات التي يتم استخدامها لتصنيعها تخضع لمراقبة شديدة، مما يجعل استيرادها أمرًا صعبًا للغاية".

المصدر : الصحافة الفرنسية