صواريخ ترمب.. هل تنهي لعبة الخطوط الحمراء؟

U.S. Navy guided-missile destroyer USS Ross (DDG 71) fires a tomahawk land attack missile in Mediterranean Sea which U.S. Defense Department said was a part of cruise missile strike against Syria on April 7, 2017. Robert S. Price/Courtesy U.S. Navy/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. EDITORIAL USE ONLY.
ترمب أمر بقصف مطار الشعيرات في حمص بسوريا بصواريخ توماهوك في 7 أبريل/نيسان 2017 (رويترز)
هل توقف بضعة صواريخ من جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب جرائم الحرب التي يتم اقترافها في سوريا، وهل يرتدع رئيس النظام السوري بشار الأسد فلا يقطع أي خطر أحمر يرسمه ترمب كما سبق له أن قطع خط الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، أم أن الأمر يحتاج من ترمب إلى ما هو أبعد من ضربة صاروخية؟

في هذا الإطار، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه بعد أن تعهد ترمب بأن يجعل "الحيوان" الأسد يدفع ثمنا باهظا جراء استخدامه الأسلحة الكيميائية فإن الرئيس الأميركي سيتسبب في ضربة أخرى للقيادة العالمية للولايات المتحدة إذا لم يف بوعده في هذا السياق.

ولكن بضعة صواريخ أميركية من طراز كروز لن تحدث تغييرا في سوريا، فالأمر يتطلب إستراتيجية منسقة لحماية المصالح الأميركية الحيوية في الحرب متعددة الأطراف المستعرة هناك، وهو ما لم يفلح ترمب في تحقيقه على الرغم من حث العديد من مستشاريه له على فعله.

وكان نظام الأسد قصف خان شيخون بريف إدلب شمال غرب سوريا بغاز السارين السام في أبريل/نيسان 2017، مما حدا بترمب إلى إصدار أوامره بتوجيه ضربة صاروخية إلى مطار الشعيرات في حمص الذي انطلقت منه تلك الغارة.

عجز
لكن النظام السوري استخدم الكيميائي بكميات أصغر نحو سبع مرات بعد تلك الحادثة دون أن يحرك ترمب ساكنا. وتضيف أنه ينبغي للرئيس ترمب أن يعرف أن حلفاء الأسد من الروس والإيرانيين يبتهجون وهم يستفيدون من عجزه، تماما كما كانوا يسعدون لعجز أوباما.

أما القصف بالأسلحة الكيميائية على دوما فقد حقق أهدافه، حيث تفيد التقارير بأن مقاتلي المعارضة الذين كانوا متحصنين فيها قد وافقوا على إجلائهم وعائلاتهم إلى إدلب، أما النظام السوري فسيطلق على دوما في نهاية المطاف حملة الأرض المحروقة، وذلك بمساعدة القاذفات الروسية والمليشيات التي تقودها إيران.

وتقول إن الأمر يتطلب عقابا كالذي فعلته إسرائيل في غاراتها الأخيرة، إذ دمرت جزءا كبيرا من قاعدة عسكرية سورية في الغارة التي شنتها أول أمس الاثنين مستهدفة القوات الإيرانية في مطار تيفور.

أما الحقيقة التي لم يدركها ترمب بعد فتتمثل في أنه طالما بقي "الحيوان" الأسد في السلطة فإن حروب سوريا ستتواصل متسببة في ظهور إرهابيين إسلاميين وفي دفع المزيد من اللاجئين إلى أوروبا، حسب الصحيفة.


أنقاض
وتساءلت واشنطن بوست عن جدوى الضربات الصاروخية "الترمبية" ما لم تتبعها مبادرات عسكرية أو دبلوماسية أميركية وما لم تسبقها خطة محكمة.

وفي السياق ذاته، نشرت الصحيفة مقالا للكاتب جورج ويل يقول فيه إن قدرة الولايات المتحدة على التأثير في الأحداث في الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات كانت ضئيلة، وذلك منذ تجاهل الأسد الخط الأحمر الذي رسمه أوباما في 2012.

وكان أوباما قد وضع خطا أحمر أمام الأسد يحظر عليه استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في سوريا، لكن الأخير تجاوز هذا الخط مرات عديدة غير هياب.

وتمر سبع سنوات على الحرب المستعرة في سوريا منذ أن كان أوباما في 2011 يعلن أنه "حان الوقت لأن يتنحى الأسد"، لكن الأسد لا يزال غير مقتنع بهذا الأمر، بل إنه يبدو أنه ماض كي يحكم الأنقاض.

ولكن يبقى السؤال: ماذا يجب على الولايات المتحدة أن تفعل إزاء هذه الأسلحة الكيميائية البغيضة؟ فمهما كان الثمن الباهظ الذي توعد ترمب به الأسد فلا بد من تخويل من الكونغرس لإحداث تغيير في سوريا.

من جانبها، نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب مايكل دوران دعا فيه ترمب لتحقيق نجاح أكبر في سوريا، وحذر من أن أي انسحاب عسكري أميركي منها سينعكس سلبا على المصالح الأميركية، خاصة في ظل النفوذ الروسي والإيراني المتزايد.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية