فايننشال تايمز : مصر لا تزال عالقة بمخالب الاستبداد

تراجع دور مصر الخارجي في عهد السيسي
انتخابات هذا الأسبوع تؤكد عودة السيسي ليسوق نفسه كمنارة للاستقرار في منطقة مشتعلة (الجزيرة)

علق ديفد غاردنر على انتخابات مصر بأنها تجري في مناخ قمعي وتقدم أدلة على مستقبلها، وأن عدم تسامح عبد الفتاح السيسي مع المعارضة قد نحى جانبا الخصوم والإخفاقات السياسية.

فبعد سبع سنوات على انبهار مخيلة العالم بانتفاضة شعبية بدت وكأنها نهاية لستة عقود من الحكم العسكري، لا تزال مصر عالقة في مخالب الاستبداد، إذ تؤكد انتخابات هذا الأسبوع عودة السيسي رئيسا آخر من المؤسسة العسكرية، ليسوق نفسه كمنارة للاستقرار في منطقة مشتعلة.

ويرى الكاتب -في مقاله بصحيفة فايننشال تايمز– أن الانتخابات كانت مناورة محبطة حتى في ضوء الخيارات المحدودة المتاحة للمصريين، وأن النظام لم يقمع وسائل الإعلام الناقدة فحسب بل قمع أيضا المتملقين البعيدين عن المسار. وأضاف أن ما تم ليس منافسة سياسية بل حملة تسويقية.

وأضاف أن الجيش في عهد السيسي عاد لترسيخ سلطته وحاز على امتيازات كبيرة ووسع إمبراطوريته التجارية المترامية، ولأن وجهة نظر السيسي تعتبر السياسة مرادفا للتخريب فهذا الأمر يحول الجيش ليكون اللعبة السياسية الوحيدة في البلاد.

وهكذا أعاد السيسي -وفق الكاتب- تشكيل النموذج الذي شوه السياسة المصرية والعربية منذ أن تقلد "الضباط الأحرار" وجمال عبد الناصر السلطة عام 1952، الذي تمثل في الجيش ضد "الإسلام السياسي" أو العسكر مقابل العمائم، دون أي شيء بينهما تقريبا.

المصدر : فايننشال تايمز