الإفلاس الأخلاقي لروسيا والغرب

الإفلاس الأخلاقي لروسيا والغرب قالت فايننشيال تايمز إن روسيا لا تهدد الغرب بنظامها السياسي ولا بمستويات معيشة مواطنيها، بل بفساد الأقلية الحاكمة فيها وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ساعده الغرب كثيرا على الإيغال في الفساد.

قالت فايننشال تايمز إن روسيا لا تهدد الغرب بنظامها السياسي، ولا بمستويات معيشة مواطنيها، بل بفساد الأقلية الحاكمة فيها، وعلى رأسهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ساعده الغرب كثيرا على الإيغال في الفساد.

وأشارت الصحيفة في مقال للكاتب إدوارد لوس إلى أن روسيا تُدار لصالح بوتين وطغمته الحاكمة، وأن الغرب -خاصة أميركا وبريطانيا– يسمح له بامتلاك ثروة طائلة وإخفائها بملاذاته الآمنة.

وأضافت أن النظام المالي في أميركا وبريطانيا والدول الغربية الناطقة بالإنجليزية لا يطلب قانونينا الإفصاح عن المستفيد من الثروة المودعة به، ولذلك ليس من الغريب أن تكون هناك نحو ثلاثمئة مليار دولار يتم غسلها سنويا بأميركا، وفقا للأرقام الرسمية لوزارة الخزانة الأميركية، كما أن هناك 125 مليار أخرى يتم غسلها في بريطانيا ومراكزها المالية في الخارج.

ثروة شخصية
ووفقا لكبير المختصين في الاقتصاد الروسي آندرس آسلوند، فإن مصدر أغلب الأموال الخارجية التي تُغسل سنويا بأميركا وبريطانيا هي روسية، وإن لبوتين وحده ثروة تقدر بما يتراوح بين خمسين ومئتي مليار دولار، مشيرا إلى أنه حتى الرقم الأدنى يزيد عن صافي الناتج الإجمالي المحلي لأغلبية دول العالم.

وما فعلته الدول الغربية بطرد 130 دبلوماسيا روسيا من أراضيها هي خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها ليست كافية ولن تساعد وحدها في وقف الفساد الروسي، بل ربما تكون معطلة لجهود مكافحة الفساد الروسي لأن الطرد والطرد المقابل للدبلوماسيين سيوهم الناس بوجود أزمة، وهو أمر يناسب بوتين ويروق له.

أما ما لا يروق لبوتين ويغضبه فهو المحاسبة الشفافة والأعمال المماثلة لتسريب أوراق بنما، الذي يحمّل بوتين مسؤوليته للمرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون، وهو ما يفسر هجمته المتوحشة على الانتخابات الرئاسية الأميركية ضد هيلاري كلينتون.

العصب المؤلم
وقال لوس إن بوتين مشتبه في اغتيال 14 روسيا على الأقل بالأراضي البريطانية عندما كانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي وزيرة للداخلية وقبل ذلك، ورغم ذلك لا تزال مليارات الدولارات مستثمرة بمصارف وعقارات لندن، ولم تفعل بريطانيا شيئا غير طرد الدبلوماسيين الروس، الذي لا يمس العصب المؤلم لبوتين.

وفي أميركا، فإن الأمر أسوأ؛ حيث تم اغتيال ميخائيل ليسين كبير المستشارين السابق لبوتين بفندق في واشنطن في 2015 قبل يوم واحد من مثوله أما محققين فدراليين لتسليمهم دليلا ضد بوتين. ورغم أن جثته قد مُثل بها وشُوهت تشويها بشعا، فإن السلطات الأميركية استغرقت شهورا عدة لتحكم بأن سبب القتل حاث غير متعمد.

واختتم الكاتب مقاله بتكرار أن أكثر ما يخيف بوتين هو المحاسبة الشفافة، لذلك يحتفظ بثروته في بلدان تتمتع بتراخي قوانينها وقضائها في ما يتعلق بحقوق المال. 

المصدر : فايننشال تايمز