هل تلاشت الديمقراطية في الشرق الأوسط؟

A woman takes a selfie with an effigy depicting Egyptian President Abdel Fattah al-Sisi during the second day of the presidential election in Cairo, Egypt, March 27, 2018. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
التقاط صورة سيلفي مع تمثال للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (رويترز)
ما حال الديمقراطية التي نادت بها بعض شعوب الشرق الأوسط؟ وهل هي آخذة في التلاشي؟ وهل يعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مصر أشد قمعا من من خلفه المعزول حسني مبارك؟ وماذا عن أوضاع بعض البلدان العربية الأخرى في هذا السياق؟

في هذا الإطار، نشرت صحيفة ذي فايننشال تايمز البريطانية مقالا للكاتب جدعون راتشمان يقول فيه إن الانتخابات الرئاسية الصورية التي تجري في مصر تعد مشهدا محبطا لتلاشي الديمقراطية التي نادت بها الانتفاضات العربية في 2011.

 ويمضي بالقول إن نظام السيسي يعد أكثر قمعا من نظام مبارك الذي خلعته ثورة يناير من منصبه.

وماذا عن البلدان الأخرى التي ثارت للمطالبة بالديمقراطية؟ يقول راتشمان إن ليبيا تتخبط حاليا في حالة من الفوضى العنيفة، مما جعل بعض المواطنين يشعرون بالحنين للاستقرار النسبي الذي كان سائدا خلال الحكم الدكتاتوري للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

مأساة سوريا
وأما الأوضاع في سوريا فيصفها بأنها الأكثر مأساوية على الإطلاق، وذلك في ظل كونها تشهد حربا شنيعة أدت إلى مقتل وجرح وتشريد الملايين.

لكن هل ترك تردي حال الديمقراطية أو تلاشيها في الشرق الأوسط أثره خارج نطاق المنطقة؟ يقول راتشمان إن الانهيار العنيف للربيع العربي قد أضر بالليبرالية ليس في الشرق الأوسط فحسب، بل في جميع أنحاء العالم.

فهذه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ترفض الترويج للديمقراطية، وحيث قد يوافق الساذجون وكثير من الأوروبيين على رغبات ترمب في هذا السياق، وها هم القادة القساة يتربعون على سدة الحكم من موسكو إلى مانيلا.

الشرارة
أما تونس التي أطلقت الشرارة الأولى للربيع العربي فتعد البلد الوحيد الذي لم تسحق طموحاته، كما أن لديها بعض المزايا السياسية الطبيعية بالمقارنة مع جيرانها، وتعد خالية إلى حد كبير من الانقسامات القبلية والدينية التي سرعان ما ظهرت على السطح في سوريا وفي ليبيا.

 وفي حين تعد تونس الدولة العربية الوحيدة في العالم العربي التي لديها دستور مكتوب منذ منتصف القرن التاسع عشر، يضيف راتشمان أن مؤسساتها الرسمية الحكومية فاسدة وتعاني من البيروقراطية، بيد أن الدولة استطاعت الاستمرار في العمل بعد الثورة.

وأما ضعف تونس فيكمن في اقتصادها المتهاوي، وذلك حيث إن تردي الحالة الاقتصادية كان هو الدافع للمشاركة في الثورة بالمدن الصغيرة والضواحي، حيث بلغت نسبة البطالة بين الشباب نحو 50%.

ويخلص إلى أن تونس تعد الاستثناء الوحيد الذي يثبت بأن الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان يمكن أن تتواجد في الشرق الأوسط، لكن هذا البلد الذي أطلق شرارة الربيع العربي يحتاج للصمود أمام "الشتاء العربي".

المصدر : الجزيرة + فايننشال تايمز