لماذا تجذبنا الأخبار الطريفة؟

لوموند

قالت صحيفة لوموند إن الأخبار الطريفة والغريبة وكذلك أخبار الجريمة تجذب الانتباه وتحقّق مبيعات أكثر، فضلا عن أنها تسمح بفهم المجتمع.

وذكرت الصحيفة في مقال لها بعنوان "ما سبب ولعنا بالأخبار الخفيفة المنوعة؟" تجربتين مختلفتين، الأولى للمتقاعدة فيرونيك أندري التي اتخذت من قصر العدالة (المحكمة) في باريس بيتها الثاني، تنتقل إليه ثلاثة أيام في الأسبوع لمتابعة القضايا الجنائية في الجلسات المفتوحة، وتعتبرها فرجة تشبه المسلسلات التلفزيونية، وتحرص على متابعتها.

وتقول أندري إن الاطلاع على أوضاع الإصلاحيات (السجون التأهيلية) تسمح لها برؤية حال المجتمع ووضعيته، وإن متابعة القضايا الجنائية تمكّنها من الاطلاع على ما يجري، وتتساءل ماذا لو حدثت مشكلة كتلك التي تتابعها؟ وتؤكد أندري أن الجمهور بمتابعته هذه القضايا يكّون رأيه الخاص، وليس الإعلام من يقول له كيف يفكر.

والتجرية الثانية للمسؤول الرقمي في شركة عمومية كبيرة كريستوفر نارسيس (30 عاما)، الذي يرى أن الاقتراب من الشر يشكل عنده هوسا عبر متابعته القضايا الإجرامية منذ الطفولة من خلال أفلام وثائقية ومجلة "إحضار المتهم".

ويرى نارسيس أن هذه الأفعال (الجرائم) المختلفة هي أكثر جنونية من الخيال، ويؤكد أن ذلك يضع قيم المجتمع على محك الامتحان. ويقول "نحن لا نحتاج دائما إلى أن نكون في الصحة النفسية، يجب علينا مواجهة الأشياء وليس تغطيتها".

ونقلت صحيفة لوموند عن كاثرين شوشارد مدير مكتبة الأدب البوليسي -وهي منشأة فريدة من نوعها قرب جامعة السوربون في العاصمة الفرنسية باريس- قولها إن الأدب البوليسي والجنائي بات له صدى هائل. وأضافت أن المكتبة تستقبل الكتاب والمؤلفين والقنوات التلفزية والباحثين لتوثيق أعمالهم وأبحاثهم أو بحثا عن مآسي عائلات وقعت في وقت سابق.

وذكرت الصحيفة أن الروايات التي بنيت على قصص منوعة وحقيقية تلقى إقبالا كبيرا من قبيل رواية "نهاية الرجال" للكاتب إيفان جابلونكا عام 2016 التي لقيت رواجا كبيرا وبيعت منها 140 ألف نسخة، وحصلت على جائزة ميديسيس، وترجمت إلى عشر لغات. وقد استندت الرواية لقصة الشابة لتيتيا بيرييس التي قتلت وقطعت أوصالها. ولم يفاجَأ مؤلفها وقال "إن الأخبار المنوعة تسمح لنا بفهم حياتنا".

وتوضح لوموند أن الأخبار الطريفة تتيح فهم حياة الناس ومعالجة أسئلة وقضايا متنوعة من قبيل ضعف الطفل والعنف ضد المرأة وغير ذلك، ويجب أن تبقى بعيدا عن أي تناول مثير للجدل.

المصدر : الصحافة الفرنسية