صحيفة إسبانية: هل يهدد أردوغان عرش محمد بن سلمان؟

كومبو يجمع بن سلمان وخاشقجي وأردوغان

في ظل تداعيات مقتل الصحفي جمال خاشقجي وفي ظل انشقاقات في صفوف العائلة السعودية المالكة، يبدو أن لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسرارا ربما تهز عرش منافسه الإقليمي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حسب ما جاء بصحيفة إسبانية. 

بدأ الكاتب خيسوس أوسوريو بصحيفة "إسبانيول" تقريره حول هذه المسألة بالإشارة إلى أنه في "صراع العروش حول النفوذ الجيوسياسي بالشرق الأوسط، يبدو من الصعب التمييز بين الأعداء والحلفاء". 

وأردف يقول بأن مقتل خاشقجي ساهم في زعزعة التوازن الدبلوماسي الهش والمعقد بالمنطقة، كما وضعت هذه الجريمة الديمقراطيات الغربية أمام معضلة معاقبة الرياض من عدمه. 

ولفت إلى أن التحقيق بهذه الجريمة عزز موقف أردوغان، ونسب للباحث بالمعهد الملكي الإسباني هيثم فرنانديز، قوله تعليقا على ما حدث أن "ارتكاب هذه الجريمة منح هدية لأردوغان، وهو يمتلك الآن أوراقا مدمرة". 

واعتبر الكاتب أن ظهور أردوغان أمام البرلمان التركي خلال الأسبوع الماضي والتزامه "بكشف الحقيقة كاملة" كان بمثابة التمرين الدبلوماسي والمضي قدما نحو نشر نفوذه على نطاق أوسع. 

وحسب فرنانديز، فإن "بحوزة تركيا معلومات تورط محمد بن سلمان في قضية خاشقجي وبشكل مباشر، وعلى هذا الأساس سيصبح مستقبل ولي العهد السعودي مشروطا ورهينة بالقرارات المتعلقة بتسريب هذه المعطيات". 

وفي الآن ذاته، يرى أوسوريو أن السعودية بدأت تشعر بأن زمن الإفلات من العقاب قد ولى وأصبح جزءا من الماضي الجميل، مؤكدا أن بوادر ذلك قد بدأت في الظهور من خلال إعلان ألمانيا تعليق بيع الأسلحة للرياض مثلا. 

وبحسب محلل بالمعهد الملكي الإسباني، يبدو أن "أردوغان على استعداد للعب دور حاسم بالمراحل القادمة من قضية خاشقجي. وهناك أسئلة تطرح نفسها: ما مدى قدرة أردوغان على إدارة هذه الأزمة والتحكم فيها؟ ما حجم الفوائد التي يرغب أردوغان بالحصول عليها وما الذي يرغب بتحقيقه في ظل التزامه الصمت؟ عموما يمكن اعتبار ما يحصل في خضم هذه الأزمة بمثابة المساومة في صفقة ما…". 

وأبرز الكاتب محاولة أردوغان التشبث بإستراتيجيته وإثبات قوته، وهو ما عكسه رفضه لما اقترحته عليه السعودية من "حوافز للتعاون معها" إذ اعتبر ذلك "رشوة سياسية".

وذكر أوسوريو أن التنافس بين أردوغان ومحمد بن سلمان ليس بالجديد، لكنه ازداد سوءا خلال الفترة التي سبقت أزمة خاشقجي، مرجحا أن تكون مقاطعة قطر (حليفة تركيا) القشة التي قصمت ظهر البعير.

ويبدو -حسب الكاتب- أن قضية خاشقجي مثلت منعطفا بهذا الصراع، وجعلت الكفة تميل لصالح أنقرة

من جانب آخر، قال أوسوريو إن الأدلة حول مقتل خاشقجي وإستراتيجية أردوغان المتبعة في سرده أدت لإحياء توترات وانقسامات داخل صفوف العائلة المالكة نفسها.

ونسب الكاتب لتقرير -من موقع ميدل إيست آي- ترجيحه أن تكون مسألة إزاحة محمد بن سلمان من منصبه الحالي قد أصبحت موضوعا مطروحا على طاولة النقاشات السعودية.

وفي الوقت الذي أصبح فيه مستقبل ولي العهد على المحك، تزايدت الأصوات التي تشكك في أهليته لتولي خلافة أبيه الملك سلمان في المستقبل.

وبهذا الصدد، أشار المحلل فرنانديز إلى أن "التوضيحات حول مقتل خاشقجي كانت كارثية، كما تكوّن شعور بعدم الثقة تجاه محمد بن سلمان. فضلا عن ذلك، يمكن ملاحظة نوع من الانزعاج حول قراراته المتهورة. وفي حال وصل إلى العرش، سيشكل محمد بن سلمان "خطرا على كامل المنطقة" على حد تعبير أوسوريو.

المصدر : الصحافة الإسبانية