كاتب أميركي: إيران شريك أفضل من السعودية لأميركا

كومبو يضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإيراني حسن روحاني
كومبو يضم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (يسار) والرئيس الإيراني حسن روحاني (الجزيرة)

قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيتنفس الصعداء عندما يحل الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهو اليوم الذي ستدخل فيه العقوبات الأميركية الجديدة ضد إيران حيز التنفيذ.

وسيقرأ بن سلمان الإجراءات العقابية التي سيطبقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحق إيران على أنها ضوء أخضر له لكي يتصرف كما يحلو له مرة أخرى، وذلك بعد أسابيع من ردود الفعل الدولية على جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وشددت الصحيفة في مقال لكاتبها جيسون رضائيان على أن ذلك لا ينبغي أن يكون الحال، فقد ظلت السعودية -برأيه- تطلق يدها في تمويل الإرهاب والتطرف وقمع حقوق شعبها وإسكات منتقديها بقتلهم في أغلب الأحيان.

معايير مزدوجة
ولعل تلك التصرفات هي نفسها التي تعاقب الولايات المتحدة إيران عليها، وهي محقة في ذلك، لقد آن الأوان لوضع حد لهذه المعايير المزدوجة، على حد تعبير رضائيان، وهو صحفي أميركي إيراني الأصل قضى أكثر من عام ونصف العام معتقلا في سجون طهران.

رضائيان: أي مفكر عقلاني سيخلص إلى أن إيران تعد شريكا أفضل على المدى الطويل من السعودية إذا ما أجبرت على التخلي عن سلوكها المدمر

وقال الكاتب إن اغتيال خاشقجي ومحاولة الرياض التستر على الجريمة يذكران بأن علاقة أميركا مع السعودية قائمة على التعاملات التجارية المحضة وليست على قيم مشتركة، وذلك على العكس من العلاقة مع إسرائيل، لأن علاقة واشنطن مع الرياض أساسها النفط والسلاح والمال، في حين أن صلاتها مع إسرائيل متينة وعميقة الجذور لأنها مستمدة من القيم اليهودية-المسيحية، وفقا لكاتب المقال.

شراء النفوذ
ويزعم رضائيان أنه لتلك الأسباب ظلت السعودية تنفق ملايين الدولارات طوال عقود من الزمان في إيجاد موطئ قدم لها بواشنطن وشراء النفوذ عبر الحفلات والمآدب التي تقيمها للمتنفذين الأميركيين وشركات العلاقات العامة.

ومضت الصحيفة إلى القول إن حكام السعودية "المعمرين" أدركوا أن الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبرى مع إيران في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد أضعف مكانتها الإقليمية فرأت أن حاجتها لتقوية نفوذها المتراجع تكمن في تنصيب زعيم شاب وقوي.

وأشارت إلى أن الدافع المشترك لكبح جماح إيران هو الذي حدا بالسعودية إلى التقارب مع إسرائيل، مما جعل الدولتين الآن حليفتين قويتين.

إن خطر اندلاع حرب نووية في المنطقة لا علاقة له بالخطر الوجودي المتمثل بإيران والمحدق بكل من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو ومحمد بن سلمان، فكلا الرجلين انتابتهما مخاوف من أن انخراط الغرب في حوار مع إيران من شأنه تقويض مكانتهما كشريكين أساسيين بالشرق الأوسط.

قيم مشتركة
وبينما تدرك إسرائيل أن ما يربطها بالولايات المتحدة من عرى فريدة لا تنفصم فإن السعودية لديها الكثير الذي يثير قلقها.

ويزعم الكاتب أنه حتى إيران تملك الكثير من المزايا التي تفتقر إليها السعودية، فمواطنوها يتمتعون بقدر عال من التعليم، بمن فيهم النساء، كما أنها تنتج وتصدر العديد من السلع إلى جانب الطاقة والمحاصيل الزراعية والسيارات.

إن أي مفكر عقلاني -وفقا لرضائيان- سيخلص إلى أن إيران تعد شريكا أفضل على المدى الطويل من السعودية إذا ما أجبرت على التخلي عن سلوكها المدمر.

المصدر : واشنطن بوست