ناشرون يهود يخيفون الناخبين الألمان من المسلمين

Voters wait to cast their ballots at a polling station installed in a gardening center in Cologne, western Germany, during general elections on September 24, 2017.Polls opened in Germany in a general election expected to hand Chancellor Angela Merkel a fourth term, while the hard-right Alternative for Germany (AfD) party is predicted to win its first seats in the national parliament. / AFP PHOTO / dpa / Henning Kaiser / Germany OUT (Photo credit should read HENNING KAISER/AFP/Getty Images)
مواطنون ألمان ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي تجري في البلاد (أسوشيتيد برس)
توجه الناخبون الألمان اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية، وسط تخويف من الإسلام يتبناه أحد الأحزاب المشاركة عن طريق معلومات مزيفة.

وأشار الكاتب لي فانغ في مقال نشره موقع "ذي إنترسبت" الأميركي إلى بروز حزب جديد، هو حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف بزعامة بورن هوكه.

وقال إن هذا الحزب يشارك في هذا السباق الانتخابي، وإنه يعتمد في الترويج لحملته على معلومات مزيفة مناهضة للإسلام والمسلمين.

وأضاف أن المهتمين بالانتخابات من الألمان ربما كانوا يتوقعون أن تتدفق من روسيا فيضانات من الأخبار المزيفة لإشعال وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لدعم هذا الحزب المتطرف.

لكن أحد كبار الناشرين على شبكة الإنترنت هو من يقف وراء المعلومات المزيفة لصالح هذا الحزب المتطرف، وهو موقع أميركي كبير على شبكة الإنترنت تموله بشكل كبير وترأسه المانحة الأميركية اليهودية نينا روزينوولد المناهضة للإسلام والمسلمين.

‪الألمان سيحددون اليوم مصير الأحزاب المتنافسة في الانتخابات التشريعية‬ (رويترز) 
‪الألمان سيحددون اليوم مصير الأحزاب المتنافسة في الانتخابات التشريعية‬ (رويترز) 

تخويف من المساجد
وأوضح الكاتب أن هذا الموقع يسمى "غيتستون إنستيتيوت"، أو موقع معهد غيتسون الذي يغطي الانتخابات الألمانية، ويواصل نشر المعلومات التي تخوّف الألمان من الإسلام والمسلمين، ويركز على إخافتهم من اللاجئين والمهاجرين.

بل إن هذا الموقع يقوم بتخويف الألمان من بناء المساجد، ويعرب عن الخشية من انقراض المسيحية.

وتزعم إحدى القصص في موقع غيتسون التي انتشرت كالنار في الشهيم بأن ألمانيا كانت "تصادر المنازل لاستخدامها للمهاجرين".

وقال الكاتب إن أنصار حزب البديل وسياسيين بارزين فيه سرعان ما نقلوا هذه القصة إلى مواقعهم المختلفة على وسائل التواصل الاجتماعي، وإن عضوا بارزا في الحزب -هو ثوماس رودي- زعم بأن السلطات المحلية صادرت المنازل الفارغة في هامبورغ من أجل إيجاد حلول لإسكان مئات آلاف اللاجئين والمهاجرين القادمين من أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط.

وقال الكاتب إن هذه القصة المنشورة في هذا الموقع انتهت بالتساؤل عما إذا كانت السلطات ستحدد المساحة القصوى لسكن الفرد، وبالتالي إجبار أصحاب الشقق الكبيرة على مشاركتها مع الغرباء.

سياسات ميركل مع اللاجئين يستغلها اليمين المتطرف في حملته الانتخابية(رويترز)
سياسات ميركل مع اللاجئين يستغلها اليمين المتطرف في حملته الانتخابية(رويترز)

نسج القصص
وأضاف الكاتب أن هذا الموقع المعني بتغطية الانتخابات الألمانية ينسج القصة تلو الأخرى للتخويف من الإسلام والمسلمين، التي من بينها أن اللاجئين يحضرون معهم أمراضا شديدة العدوى إلى ألمانيا، وأنهم يغتصبون الألمانيات، ويحولون الأحياء الألمانية بأكملها إلى "مناطق منعزلة"، حيث تفقد الشرطة المحلية السيطرة عليها.

وقال الكاتب إن كثيرا من الادعاءات المتعلقة بالمسلمين في أوروبا تم الكشف عنها بأنها كاذبة أو مثيرة.

وأشار إلى أن نينا هي ابنة اليهودي الراحل وليام روزنوولد الذي استخدم قسما كبيرا من ثروته لتوطين اليهود الفارين من الإرهاب النازي في أوروبا، بيد أن نينا تعد واحدة من أكثر المانحين سخاء للحملات ضد اللاجئين المسلمين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وأضاف الكاتب أن موقع إنترسبت سبق أن أشار إلى أن مؤسسة روزنوولد لا تقوم بتمويل موقع غيتسون فحسب، بل تمول أيضا العديد من النقاد والباحثين والمسؤولين المهتمين بالتخويف من الإسلام والمسلمين بأنحاء العالم.

ميركل زارت بعض المناطق أثناء الدعاية الانتخابية (غيتي) 
ميركل زارت بعض المناطق أثناء الدعاية الانتخابية (غيتي) 

جون بولتون
وأضاف الكاتب أن هذه المؤسسة -التي مقرها نيويورك وتدعم هذا الموقع- استأجرت أيضا في وقت مبكر من العام الجاري عددا من الكتاب في هولندا ممن يدعمون الأحزاب السياسية المناهضة للمهاجرين في جميع أنحاء أوروبا.

وأشار إلى أن السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون هو من يرأس مجلس إدارة هذا الموقع في الوقت الحالي.

ولفت الكاتب إلى عدد ممن لهم علاقة بالثراء في الولايات المتحدة، وممن يهتمون أو كانوا مهتمين بشؤون هذا الموقع، ونسب إلى وزير الخارجية الألماني سيغمار غابرييل تصريحه الشهر الجاري بأنه إذا حصل حزب البديل على 10% من الأصوات المتوقعة في الانتخابات، فإنه سيكون لدينا نازيون حقيقيون في البلاد لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية.

وتظهر استطلاعات الرأي الجديدة أن حزب البديل من أجل ألمانيا قد يحتل المركز الثالث في الانتخابات، وأنه بذلك يصبح أكبر الأحزاب الصغيرة الذي يدخل البرلمان لأول مرة.

يشار إلى أن ستة أحزاب تتنافس في هذه الانتخابات، هي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب البديل من أجل ألمانيا وحزب اليسار وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية