الحزب الديمقراطي الأميركي

شعار الحزب الديمقراطي الأميركي

أكبر الحزبين السياسيين الأميركيين ومن أقدم الأحزاب السياسية المعاصرة، سبق في التأسيس غريمه الحزب الجمهوري بأكثر من نصف قرن، ويتخذ من صورة الحمار شعارا له.

النشأة والتأسيس
تأسس الحزب الديمقراطي عام 1798، وتعود أصوله إلى ما كان يسمى بالحزب الجمهوري الديمقراطي، الذي تأسس عام 1792 على يد توماس جيفرسون وجيمس ماديسون وغيرهما من معارضي النزعة "الفدرالية" في السياسة الأميركية.

نشأ ندًا للحزب الفدرالي الذي أسسه جورج واشنطن، أول رئيس أميركي، ثم اعتمد اسمه الحالي بقيادة الرئيس آندرو جاكسون الذي ناصر مبادئ جيفرسون عند انقسام أعضاء الحزب في عهده (1829-1838).

الفكر والأيديولوجيا
نشأ الحزب الديمقراطي على الفكر المحافظ، وارتبط بحماية مؤسسة العبودية قبيل الحرب الأهلية الأميركية التي نشبت عام 1862، واكتسب شعبية في الجنوب امتدت من نهاية الحرب إلى السبعينيات من القرن العشرين.

عرف أزمات متعددة في الستينيات من القرن العشرين بتبنيه حركة الحقوق المدنية، والمشاكل الناجمة عن الحرب الفيتنامية، وتحول تحت قيادة الرئيس فرانكلين روزفلت عام 1932 باتجاه الليبرالية والأفكار التقدمية ومناصرة النقابات العمالية وتدخل الدولة في الاقتصاد.

يضم الحزب الأقليات سواء الدينية أو العرقية، ويناصر بعض القوانين المتهمة بالإضرار بالأسرة من قبيل ما يتعلق بزواج المثليين.

صوَّت في الكونغرس لصالح تفويض استخدام القوة العسكرية في غزو أفغانستان عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، لكن أغلب الديمقراطيين اعتبروا فيما بعد أن ذلك التدخل كان خطأ، وعارضوا استمرار الحرب، ووضع الرئيس الديمقراطي باراك أوباما خطة لانسحاب جميع القوات عام 2014.

دعم إنهاء برنامج الأسلحة النووية الإيرانية، واتفاق عام 2013 مع حكومة إيران لوقف البرنامج النووي الإيراني في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، وتبنى الخيار الدبلوماسي في معالجة الملف.

دعم الانسحاب من العراق، وفي 27 فبراير/شباط 2009 أعلن الرئيس أوباما عن وضع جدول زمني للانسحاب مدته 16 شهرا.

ولا يخفي الديمقراطيون -كما الجمهوريين- دعمهم الصريح والواضح لإسرائيل.

المسار السياسي
منذ عام 1828 وحتى عام 2012 فاز الديمقراطيون بـ(21) انتخابا رئاسيا من أصل (44) انتخابا، واستفاد بشكل مستمر من جماعات عديدة من ضمنهم المهاجرين.

بعد عام 2000 غاب الحزب عن الواجهة السياسية مدة ست سنوات سيطر فيها الجمهوريون، لكنه تمكن عام 2006 في الانتخابات النصفية من الحصول على الأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، وتولت الديمقراطية نانسي بيلوسي رئاسة الكونغرس.

تمكّن مرشح الحزب باراك أوباما في يونيو/حزيران 2008 من أن يكون الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأميركية، وأول رئيس من أصول أفريقية يصل إلى البيت الأبيض، ويكون سابع رئيس ديمقراطي خلال القرن العشرين.

وكان الديمقراطي فرانكلين روزفلت الرئيس الأميركي الوحيد الذي ترشح للرئاسة أربع مرات من 1933 إلى 1945، وكان الديمقراطي جون كينيدي أصغر رئيس أميركي منتخب والرئيس الكاثوليكي الوحيد في التاريخ الأميركي.

ومن الرؤساء الديمقراطيين أيضا: هاري ترومان (1945-1953) الذي أمر بإلقاء القنابل الذرية على هيروشيما في اليابان، وليندون جونسون (1963-1969) الذي وقع قانون الحقوق المدنية للأميركيين ذوي الأصول الأفريقية الذي تمَّ وضع مسودته في عهد الرئيس كيندي، وجيمي كارتر (1977-1981) الذي أشرف على توقيع معاهدة كامب ديفد بين مصر وإسرائيل.

ومن الشخصيات التي قادت الحزب ديبي واسرمان شولتز، وهوارد دين، وروبرت بيرد ونانسي بلوسي.

المصدر : الجزيرة