شركات التكنولوجيا العملاقة تهدد حرية الإنسان

midan - big four - apple facebook amazon google
تحدثت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مخاطر مآلات الشركات العملاقة المهتمة بالتقنيات على حياة الإنسان، وقالت إن بعضها يشكل تهديدا كبيرا لحرية الأفراد وخياراتهم، مثل تلك التي في وادي السليكون في الولايات المتحدة.

فقد نشرت الصحيفة مقالا للكاتب فرانكلين فوير أشار فيه إلى أن طبيعة بعض أعمال الشركات العملاقة كانت معروفة في ما مضى إلى حد كبير، وأن بعضها كان متخصصا في مجال معين، فشركة إيكسون كانت تبيع الغاز، وشركة ماكدونالدز كانت تبيع الهمبرغر وهكذا.

لكن بعض الشركات المتطورة تحاول الآن احتكار كل شيء، ومثال ذلك قد ينطبق على غوغل ومايكروسوفت وفيسبوك وغيرها من الشركات العملاقة، الأمر الذي يجعلها تتحكم في خيارات الإنسان وتحتكرها وتحد من حريته في اتخاذ القرارات.

وأضاف فوير أن شركات مثل فيسبوك ومايكروسوفت وآبل تعتبر في حالة سباق وتنافس كي تصبح المساعد الشخصي للإنسان، وأوضح أنها تسعى من خلال برامجها وتقنياتها المختلفة إلى إيقاظنا في الصباح وإلى جعل برامج الذكاء الصناعي لديها تقودنا خلال حياتنا اليومية ولا تتركنا لحريتنا وخياراتنا.

‪وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تحتفظ بخصوصيات الإنسان وتصنفها كما تريد‬ (رويترز)
‪وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تحتفظ بخصوصيات الإنسان وتصنفها كما تريد‬ (رويترز)

مستودع خصوصية
وأوضح فوير أن هذه الشركات العملاقة تطمح من خلال تقنياتها المتطورة إلى أن تصبح المستودع الذي يحتفظ بأشيائنا الخاصة والثمينة ومواعيدنا وصورنا ووثائقنا.

وأضاف أن هذه الشركات تعتزم جعلنا نعتمد عليها في الحصول على المعلومات، في حين تقوم هي بتصنيف نوايانا وما نهوى أو نرغب أو لا نرغب.

وقال فوير إن عدسة غوغل وساعة آبل تحاولان تقديم صورة مسبقة للوقت الذي يمكنهما فيه زرع تقنياتهما الذكية في أجسادنا أو حتى بأدمغتنا، وإن بعض الشركات المعنية في هذا المجال تحاول المزاوجة بين التقنيات المتطورة والبشرية بالطريقة التي تريدها.

وأضاف أنه يصعب علينا ألا نتعجب إزاء هذه الشركات واختراعاتها التي غالبا ما تجعل حياتنا أسهل بشكل كبير، ولكن الوقت قد جاء كي ننتبه إلى عواقب احتكار هذه الشركات لهذه التقنيات، خاصة في مجال إعادة تأكيد دورنا في تحديد المسار الإنساني لكل فرد منا من جديد.

وقال فوير إنه بمجرد تخلينا عن خصوصيتنا فإنه يصعب علينا العودة إلى الوراء لاستعادة الفردية المفقودة لدينا بسبب هذه التقنيات المتطورة.

المصدر : الجزيرة + واشنطن بوست