خبراء: أحداث الأقصى تنذر بمواصلة العمليات الفلسطينية

حذر خبراء إسرائيليون من أن استمرار التوتر على خلفية أحداث المسجد الأقصى ينذر بمزيد من تنفيذ العمليات الفلسطينية وإطلاق موجة تصعيد قد تمتد إلى مناطق إسرائيلية أخرى.

وقال الخبير العسكري الإسرائيلي في موقع ويللا الإخباري أمير بوخبوط إن عملية مستوطنة حلميش التي أسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين هي الثالثة خلال أسبوع، وذلك على خلفية التوتر بشأن ما يحدث في المسجد الأقصى، مما دفع هيئة الأركان الإسرائيلية العامة إلى أن تجتمع لمناقشة العملية وتحذر من عمليات إضافية قد تحدث على المدى القريب في ظل التوتر في القدس.

وأضاف بوخبوط أن استمرار أحداث المسجد الأقصى قد يؤدي لموجة تصعيد واسعة تمتد إلى مناطق أخرى في إسرائيل.

وأشار إلى أنه كلما مر الوقت سيكون من الصعب إعادة الوضع لما كان عليه، رغم أن مهمة الجيش الإسرائيلي تبدو صعبة لأنها توازن بين الرغبة بتهدئة المنطقة وعدم بث أجواء الحرب مع الفلسطينيين، وبين حماية المستوطنات والطرق الرئيسية في الضفة الغربية، مما دفع قيادة الجيش للإعلان عن تعزيز قواتها بأربع فرق مقاتلة.

وقال المراسل الإسرائيلي "رغم التوصيات التي أطلقها الجيش وجهاز الأمن العام الشاباك بشأن إمكانية نشوب هجمات جديدة بسبب وضع البوابات الإلكترونية، فقد وصلت جهودهم لإقناع المستوى السياسي الإسرائيلي إلى آذان صماء".

وعزا ذلك لكون "تقدير الموقف في أجهزة الأمن الإسرائيلية يشير إلى أن المسجد الأقصى هو القاسم المشترك الأكثر بين الفلسطينيين والمسلمين، والتوتر حوله قد يؤدي لمزيد من العمليات لتهديد إسرائيل وإجبارها على التراجع عن القرار".

‪الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع مزيدا من التصعيد على خلفية أحداث الأقصى‬ 
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع مزيدا من التصعيد على خلفية أحداث الأقصى (رويترز)
‪الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع مزيدا من التصعيد على خلفية أحداث الأقصى‬
الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع مزيدا من التصعيد على خلفية أحداث الأقصى (رويترز)

انهيار
من جهته أكد الخبير العسكري بصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل أن التوتر الأمني بالمسجد الأقصى يشعل العمليات الفردية مجددًا.

واعتبر أنه رغم أن إسرائيل نجحت في وقف ظاهرة التسلل للمستوطنات التي ظهرت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، فإن جهود عامٍ كامل انهارت في أسبوع واحد عقب دخول العامل الديني في الصورة بسبب أحداث الأقصى.

وقال إن "جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وجّه تحذيرا إستراتيجيا للقيادة السياسية الإسرائيلية حول احتمال اندلاع اشتعال شديد في الأراضي الفلسطينية، وهو ما تحقق فعليا خلال العمليات الفردية في العام ونصف العام الماضيين، وقتل فيها أربعون إسرائيليا في عمليات طعن ودعس وإطلاق نار".

وأشار إلى أنه رغم نجاح إسرائيل في السيطرة على الوضع الأمني بالضفة، وتسخيرها السلطة الفلسطينية لخوض صراع مشترك معها ضد الهجمات الفردية، فقد جاءت أحداث الحرم القدسي لتؤكد تحذيرات الاستخبارات الإسرائيلية بشأن أن أي تغير للوضع الراهن في الأقصى سيؤدي لردود فعل قاسية في الأراضي الفلسطينية ودول الجوار.

أما المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي فوصف عملية حلميش بـ"الإستراتيجية" و"الحدث الإسلامي"، بدليل أن شبكات التواصل الاجتماعي احتفت بها بشكل لم نره من قبل، مما يجعل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تتوقع المزيد من التصعيد وتنفيذ عمليات مماثلة لهذا الهجوم، بحسب قوله.

وأضاف أن "العالم الإسلامي والشارع الفلسطيني يتوفر لديهما اليوم طاقة متفجرة بسبب أحداث الحرم القدسي، وفي حال عدم التوصل لحل يؤدي لتهدئة الوضع فإن الأيام القادمة ستشهد مواجهات أخرى وعمليات جديدة على خلفية دينية".

المصدر : الصحافة الإسرائيلية