هل وضع كومي طُعما لترمب ليوقعه بالخطأ؟

donald trump speaks to reporters friday at the white house
الرئيس الأميركي دونالد ترمب صرح بأنه مستعد للإدلاء بشهادته تحت القسم (الأوروبية)
أشارت مجلة ذي ناشونال إنترست الأميركية إلى الأزمة المتفاقمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) السابق جيمس كومي، وتساءلت: عما إذا كان كومي يحاول نصب الكمائن لترمب ليجعله يقع في الخطأ؟

فقد نشرت المجلة مقالا للكاتب دبليو جيمس أنتل الثالث قال فيه إنه كلما واجهت إدارة ترمب مشاكل، وتكون عادة على شكل قصص مجهولة المصدر، أو حتى من خلال نقاشات تجري في البيت الأبيض نفسه، فإن الرئيس ترمب والمدافعين عنه يعملون على إرباك منتقديهم.

وأضاف أن الرئيس ترمب شن هجوما على كومي بعد جلسة لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ الخميس الماضي، وأن الهجوم تمثل في تغريدته التي أطلقها صبيحة اليوم التالي، والتي تقول إنه "رغم البيانات الزائفة والأكاذيب الكثيرة والتبريرات الكاملة الشاملة؛ كومي مسرب".

وأشار إلى أن منتقدي ترمب يميلون للقول إن جوهر التسريبات هو الذي يهم، وهو المتمثل في المزاعم المحددة ضد الرئيس أو مرؤوسيه.

مدير مكتب التحقيقات السابق جيمس كومي أثناء جلسة استماع أمام لجنة المخابرات في الكونغرس (رويترز)
مدير مكتب التحقيقات السابق جيمس كومي أثناء جلسة استماع أمام لجنة المخابرات في الكونغرس (رويترز)

تسريبات
وقال الكاتب إن ترمب ومساعديه يحاولون عادة التركيز على التسريبات نفسها، واصفين إياها بأنها غير قانونية وغير أخلاقية، وإنهم يصفونها أحيانا بأنها خطرة على الشعب الأميركي.

وتحدث الكاتب بإسهاب عن تحقيقات الكونغرس المتعلقة باحتمالات التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية لعام 2016.

وأوضح أن كومي يحاول تصوير ترمب على أنه شخص سعى للتأثير في التحقيق المتعلق بمستشار الأمن القومي السابق الجنرال مايكل فلين، وأن ترمب طالب كومي بأن يقدم له الولاء.

واستدرك بالقول إن الكثير مما ورد في شهادة كومي كان يصب في صالح ترمب وتبرئته، وأنه سبق أن أكد للرئيس ترمب ثلاث مرات أنه لن يكون قيد التحقيق، وأن كومي اعترف بأن ترمب كان يبدو راغبا في الحصول على هذه الحقيقة في العلن.

اعتراف كومي
وأضاف الكاتب أن كومي اعترف بأنه وراء التسريبات التي وصلت إلى صحيفة نيويورك تايمز عن طريق أحد أصدقائه، وهي المتعلقة بما دار بينه وبين الرئيس ترمب من نقاشات في البيت الأبيض، وقال إن هذا الاعتراف من جانب كومي هو الذي يضع الأساس لأكبر معركة بين الجانبين.

وقال إن هذه المعركة ستكون تحديدا بين ما سبق لكومي تسريبه وبين ما يتم تسريبه الآن.

وأشار الكاتب إلى أن ترمب صرح بأنه هو نفسه يحتفظ بتسجيلات لما دار بينه وبين كومي، وإلى أنه مستعد للشهادة تحت القسم.

ونسب الكاتب إلى  مارك كاسوويتز محامي ترمب القول إن عذر كومي بشأن كشفه غير المصرح به عن معلومات مميزة يبدو أنه عمل انتقامي تماما.

وأضاف أنه لما كان ترمب سيدلي بشهادته تحت القسم، فلا بد أن يتم سؤاله عن التسجيلات التي أعلن أنه يحتفظ بها، وإن هذا التسجيلات قد تكشف عن الكثير.

وهنا يتساءل الكاتب عما إذا كان كومي وضع بهذه الطريقة طعما لترمب من خلال اعترافه بالتسريبات للوصول إلى ردة فعل ترمب المحتملة.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الأميركية