أميركا لم تعد حلما للشباب حتى بالبلدان المضطربة

The Statue of Liberty is seen from
تمثال الحرية بنيويورك (الأوروبية)

قال الكاتب بواشنطن بوست ريتشارد كوهين إن صورة أميركا التي كانت موضع أحلام الناس على نطاق العالم قد ماتت حتى في أذهان الشباب في أكثر المناطق اضطرابا، وإن السبب في ذلك هو الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأوضح كوهين أن التفكير في أميركا كان يبعث الأمل على الدوام، وأن الأميركيين كانوا يفخرون بهويتهم الأميركية في كل مكان لأن بلادهم "كانت معروفة بعدلها وترحيبها بالقادمين الجدد ومستوى حياتها الجيد".

أما الآن، يقول الكاتب، فقد أظهرت أميركا وجهها القبيح للعالم. والسبب هو ترمب "المولع بالخصام وغير المتسامح، والكاذب والغاضب والقاسي القلب والأقبح وسط الأميركيين". كما أن ترمب خيّب أمل اللاجئين وأضر بالسياحة حيث انخفض عدد السياح فور إصداره حظر السفر لأميركا في يناير/كانون الثاني الماضي.

وكتب كوهين أن الناس بدؤوا بعد مجيء ترمب يرون أن تمثال الحرية المنصوب بمدخل أميركا لم تعد يده الممتدة لأعلى تدعو القادمين لدخول البلاد وترحب بهم، بل أصبحت مثل يد الشرطي التي توقف القادمين عند الحدود.

وقال إن فقدان دولارات السياحة أو عوائد الضرائب لا يهم أكثر من فقدان الصورة التي كان يحملها الأميركيون عن بلادهم، مضيفا أنه لم يكن يعرف معنى استثنائية أميركا، "لكن من المؤكد أنها تنطبق على الشعور بالخصوصية الذي يحس به الأميركي في الخارج".

وأورد كوهين أن لديه صديقا أميركيا يسافر كثيرا وعايش كثيرا من الشعوب لأنه يعمل في منظمات العون الإنساني بمناطق الجفاف والمجاعات والحروب، وحكى له أنه لم يصدق أذنيه عندما قال له شباب بمعسكر داداب للاجئين الصوماليين الشهير في كينيا إنهم يفضلون الذهاب لمناطق القتال ببلادهم من أن يذهبوا إلى أميركا، وقالوا إن السبب هو ترمب.

ووصف الكاتب معسكر داداب بأنه يؤوي 450 ألف لاجئ هربوا من الحرب في الصومال وقد شيدته الأمم المتحدة قبل 25 عاما، وأن ظروف المعيشة به قاسية إذ يعتمد سكانه على مساعدات الأمم المتحدة ومنظمات العون، وأن سكانه لا يرون نهاية منظورة للحرب ببلادهم، ورغم ذلك لم يعد الشباب بهذا المعسكر يتطلعون للسفر لأميركا.

واختتم كوهين مقاله بأن صديقه الأميركي وصف له داداب بأنه نقطة ميتة وسط صحراء تعاني ظمأ لا نهاية له حيث تقاوم أشجاره لكي تستمر على قيد الحياة، ورغم ذلك لم تعد أميركا التي كانت إمبراطورية الأمل الكبير محط أمل لأحد في داداب.

المصدر : واشنطن بوست