دراسة: الإسرائيليون يعتبرون حركة المقاطعة تهديدا وجوديا

Israeli Border Police and army soldiers block Palestinian protesters from advancing near the southern West Bank village of Jab'a, 14 March 2015. The protesters carried posters referring to the BDS (Boycott, Divestment and Sanctions) movement which aims to put pressure on Israel to end its engagement in the Palestinian territories.
حركة "بي دي أس" ترمي لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية (الأوروبية-أرشيف)

قالت دراسة إسرائيلية إن الإسرائيليين يعتبرون حركة المقاطعة العالمية المعروفة باسم "بي دي أس" تشكل تهديدا وجوديا عليهم، مشيرة إلى أن من بين أهداف هذه الحركة تحقيق ضغط دولي على تل أبيب، ووضع حد للاحتلال.

وقالت دراسة إسرائيلية إن حركة المقاطعة ضد إسرائيل تركز جهودها بالمجالين الأكاديمي والاقتصادي، من خلال تحالف يضم ما يزيد على 170 منظمة فلسطينية ودولية غير حكومية، تطالب بفرض مقاطعة وعقوبات على إسرائيل.

وأضافت الدراسة -التي أصدرها قبل أيام معهد أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب- أن "بي دي أس" ترمي لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي العربية، واعتراف إسرائيل بالحقوق الأساسية لمواطنها العرب الفلسطينيين، والإقرار بحقوق اللاجئين، والعودة لبيوتهم.

وأوضح معد الدراسة عميت أفراتي، الباحث الإسرائيلي في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية، أن "بي دي أس" ليست منظمة ممأسسة إنما هي تجمع لعشرات المنظمات غير الحكومية، ومنها فلسطينية وإسرائيلية، ومئات النشطاء من مختلف دول العالم، وتركز أعمالها في الولايات المتحدة وأوروبا، وتهدف لتحقيق ضغط دولي على إسرائيل لتغيير مواقفها السياسية، واللجوء إلى نزع الشرعية عنها، وترديد شعارات زعزعة استقرارها.

وأشار إلى أن تمويل "بي دي أس" ينقسم إلى نوعين: الأول يتم تمويلها من خلال صناديق ومؤسسات دينية وتبرعات شخصية لمسلمين من كل أنحاء العالم، والثاني الدعم المقدم للمنظمات الناشطة بشكل أساسي في دعم حقوق الإنسان، وتحصل على تمويل من الحكومات الأجنبية.

 ملاحقة
واحتوت الدراسة الإسرائيلية على إحصائيات وجداول التي تؤكد أن "بي دي أس" تسعى لملاحقة إسرائيل اقتصاديا عبر شركاتها واستثماراتها، من خلال الربط بين هذه النشاطات الاقتصادية التجارية وانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني، بجانب وسم المنتجات والبضائع الإسرائيلية التي يتم إنتاجها في المستوطنات داخل الضفة الغربية.

وفي القطاع الأكاديمي، ترمي "بي دي أس" إلى فرض مقاطعة على المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، بما في ذلك منع مشاركتها في مشاريع بحثية، لأن المجتمع الأكاديمي الإسرائيلي يتعاون مع السلطات الإسرائيلية، ويقدم دعما لاحتلال المناطق الفلسطينية، وفق الدراسة.

وأشارت الدراسة إلى عدة مسارات تعمل من خلالها حركة المقاطعة العالمية، أولها الضغط على السياسيين الإسرائيليين وسلطات الحكم، وثانيها تقديم الإرشادات والتأهيل للطلاب النشطاء، وثالثها العمل عبر شبكات التواصل للتأثير على الرأي العام العالمي والنقاش الجماهيري.

وأوضحت أن نشاط "بي دي أس" ضد إسرائيل في المسار الاقتصادي يتمثل فيما يمارسه نشطاؤها من تأثيرات على الشركات العالمية بمقاطعة نظيرتها الإسرائيلية، والشركات العالمية التي تعمل خارج الخط الأخضر في المناطق الفلسطينية، مما أدى إلى التزام عدد من الصناديق المالية الأوروبية والأميركية خلال السنوات الأخيرة بقرارات المقاطعة.

نجاح
وعلى الجانب الأكاديمي، قالت الدراسة إن "بي دي أس" نجحت خلال العقد الأخير في إقناع العشرات من الاتحادات الطلابية على مستوى العالم، لاسيما في بريطانيا والولايات المتحدة بقطع صلاتها بالجامعات الإسرائيلية، مع وجود دعوات داخل الأوساط الأكاديمية الغربية لبقاء علاقاتها التعليمية مع نظيرتها الإسرائيلية.

كما تلجأ "بي دي أس" إلى استهداف صناديق الدعم والتبرعات التي تقوم بتمويل نشاطات الجامعات الإسرائيلية، رغم وصول أموال من الدعم الخارجي لهذه المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، وفق معد البحث.

وأوضحت الدراسة أن النقاش الذي تشهده إسرائيل العامين الأخيرين بات يعتبر "بي دي أس" تهديدا وجوديا على إسرائيل، مما أثر بصورة سلبية على نفسية الجمهور الإسرائيلي، بسبب الخشية من تعاظم المواقف المعارضة لإسرائيل وسياساتها حول العالم، ونتيجة لذلك قد تمتنع أوساط أجنبية عن الاتصال بالإسرائيليين في مجالات مختلفة خشية من تبعات مستقبلية عليهم.

وخلصت إلى أن التيار اليساري في الخارطة السياسية الإسرائيلية يستغل نشاطات حركة المقاطعة لتوجيه انتقاداته إلى حكومة اليمين في تل أبيب، واعتبار استمرار نجاحات حركة المقاطعة مؤشرا على إخفاقات هذه الحكومة واستمرار فشلها.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية