تلغراف: روسيا ستصارع للهرب من المستنقع السوري

ضابط روسي يمنع الأسد من اللحاق ببوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته لسوريا (ناشطون)

علق  أحد المحللين على استعراضات النصر التي أقامها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوريا، بأنها لن تخفي صراع روسيا للهرب من المستنقع السوري.

وقال نيل هوير -في مقال بصحيفة ديلي تلغراف- إن بوتين يفتقر إلى قوة الإرادة لفرض نصر كامل، ولن يتمكن من السيطرة على حليفيه الإقليميين سوريا وإيران.

وأضاف أن المطالع للتغطية الصحفية عن سوريا خلال الأسابيع الماضية، يمكن التماس العذر له إذا اعتقد أن النزاع هناك اقترب من نهايته. لأن إعلان مختلف القوى الدولية -بما في ذلك العراق المجاور- والمقاتلين المحليين انتصارهم على تنظيم الدولة هناك، وتجديد بوتين إعلانه أن موسكو ستسحب معظم قواتها من سوريا؛ كل هذا يشير إلى أن الأحداث قد انتهت إلى حد كبير متجاوزة الشكليات السياسية المقبلة.

وأفاض الكاتب في سرد ما حققته روسيا من نجاح ملموس في سوريا، لكنه أردف بأنه على الرغم من هذه الإنجازات لا ينبغي أن ينخدع المراقبون بشأن مسار روسيا السهل -كما يبدو- للفوز في سوريا. ورأى أن العام المنصرم كان في نواح كثيرة أبسط مرحلة في رسم السياسات الروسية بين الجهات الفاعلة المحلية والدولية في سوريا.

هذه المشاهد المسرحية التي قام بها بوتين لإظهار من المسؤول في سوريا، تتناقض مع عدم قدرته على السيطرة على سلوك الأسد الذي خرق مرارا وتكرارا وقف إطلاق النار المدعوم من روسيا، وشن هجمات دون موافقة موسكو

تسوية تفاوضية
فجميع اللاعبين تقريبا يمكن أن يتفقوا على الهدف المباشر متمثل في تدمير التنظيم، مما أدى إلى التغاضي عن الأسئلة الأكثر تعقيدا. ومع زوال "الخلافة" تبدأ الآن هذه التوترات واحتمال تزايد حدتها، في الظهور إلى الواجهة.

ويردف الكاتب أن واقع النفوذ الروسي في سوريا أكثر محدودية مما يحب الكرملين أن يصوره، وهذه المشاهد المسرحية التي قام بها بوتين لإظهار من المسؤول في سوريا تتناقض مع عدم قدرته على السيطرة على سلوك الأسد الذي خرق مرارا وتكرارا وقف إطلاق النار المدعوم من روسيا وشن هجمات دون موافقة موسكو.

وأضاف الكاتب أن روسيا لا تستطيع أيضا كبح جماح إيران، التي قال مرشدها الأعلى آية الله علي خامنئي لبوتين في لقاء عقد مؤخر إن الصراع في سوريا أبعد ما يكون عن نهايته. والعملاء الإيرانيون وشركاؤهم في حزب الله يواصلون توسيع عملياتهم بالقرب من الأراضي التي تحتلها إسرائيل في مرتفعات الجولان، مما يزيد من فرص تصاعد الاشتباكات هناك.

وقال إن هذين الحليفين البعيدين عن الرغبة في السلام، يتطلعان إلى مواصلة "الانتصارات الإقليمية". واعتبر تدمير روسيا لتنظيم الدولة غير حقيقي لأن الآلاف من مقاتلي الجماعة -بمن فيهم قيادتها- قد تلاشوا في الصحراء، مما يعطيهم فرصة للمّ شتاتهم مرة أخرى استعدادا لصراع أطول.

وختم الكاتب بأن موسكو -بالرغم من كل عيوبها وقيودها- لا ترغب حقا في حملة عسكرية طاحنة لاستعادة إدلب، وأنه ينبغي للدبلوماسيين الغربيين أن يستخدموا هذه الثغرة للتوصل إلى تسوية تفاوضية متعددة الأطراف بشأن الإقليم، تسوية تحمل ضمانات أمنية تفرضها القوة الجوية إذا حاول النظام شن هجوم بأي حال. ورجح أن تكون اللحظة الراهنة أهم ما في حملة بوتين السورية.

المصدر : تلغراف