اليابانيون يعملون حتى الموت

An employee of a foreign currency company wipes his face as he is seen between U.S. (R) and Japanese national flags at a dealing room in Tokyo, Japan, April 7, 2016. REUTERS/Issei Kato
موظف بإحدى شركات الصرافة بطوكيو العام الماضي (رويترز)

قالت صحيفة واشنطن بوست إن اليابانيين ربما يكونون أكثر شعوب العالم اجتهادا في العمل، فهم ينامون ساعات أقل ويعملون ساعات أكثر من أي شعب آخر.

وأوضحت أن ثقافة العمل في اليابان صارمة ومتزمتة إلى حد أنها انتجت مصطلحا باللغة اليابانية وهو "كاروشي" ويعني حرفيا "أعمل حتى الموت".

وعلقت الصحيفة في تقرير لها بأن ذلك جيد بالنسبة لأرباب العمل الذين يسعون لخفض التكلفة وتلبية التعاقدات التجارية، لكنها سيئة بالنسبة لبلاد يشهد فيها معدل المواليد انخفاضا شديدا، وبالنسبة لسكان يقولون إنهم لا يجدون وقتا ولا قدرة بدنية للإنجاب.

مئات الوفيات
وأوردت الصحيفة تفاصيل عن نتائج هذه الظاهرة مثل تلك المرأة بشركة دنتسو التي تبلغ من العمر 24 عاما وتوفيت بسبب إرهاق العمل بعد أن عملت ساعات إضافية بلغت مئة ساعة في الشهر، وموت مئات العاملين سنويا بسبب النوبات القلبية والأمراض الأخرى المتعلقة بساعات العمل "العقابية".

وذكر التقرير أيضا أن حالات الانتحار ارتفعت بنسبة 45% خلال السنوات الأربعة الماضية وسط الشباب البالغين من العمر حتى 29 عاما، و39% بين النساء، وفي إحدى الحالات بالعاصمة طوكيو شنق رجل نفسه بعد أن عمل ساعات إضافية بلغت مئتي ساعة شهريا لمدة سبعة أشهر.

وبدأ المسؤولون اليابانيون حملة جديدة لإخراج العاملين من أماكن عملهم باسم "الجمعة الذهبية" لتشجيع الشركات على السماح للعاملين لديها بالخروج من العمل باكرا في آخر جمعة من كل شهر.

كما يسعى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إلى تقييد ساعات العمل الإضافي التي يقول إنه سينفذه بعمليات تفتيش مفاجئة.

العمل من المنزل
وبدأت الشركات تفكر في طرق جديدة لإخراج العاملين من أماكن العمل، مثل التشجيع على العمل من المنازل، كما أن إحدى الشركات بدأت نظاما لقطع التيار الكهربائي في أماكن العمل من الساعة 7:30 مساء لإجبار العاملين بالتوجه إلى منازلهم أو العمل في الظلام.

وقال متحدث باسم الحكومة اليابانية إن بلاده بحاجة إلى إنهاء ظاهرة ساعات العمل الطويلة حتى يستطيع الناس خلق توازن في حياتهم ويبدؤوا الاهتمام بالإنجاب ورعاية الأطفال ورعاية المسنين.

المصدر : واشنطن بوست