الصحف السعودية: "جاستا" يهدد العلاقات مع أميركا

الكونغرس الأمريكي يبطل "فيتو" أوباما بشأن قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب"
الكونغرس الأميركي أبطل فيتو أوباما بشأن قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" (الجزيرة)
ركزت الصحف السعودية اليوم الجمعة على تشريع الكونغرس الأميركي قانون "العدالة ضد رعاة الإرهاب" المعروف بقانون "جاستا" الذي يسمح لأهالي ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة دول ومنظمات بتهمة رعاية الإرهاب، وتداعياته على العلاقات السعودية الأميركية.

ونقلت الصحف السعودية تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف أثناء زيارته إلى تركيا قال فيها "إن الاستهداف واضح ولا يختلف عليه اثنان، ولا نستطيع أن نقول لهم لا تستهدفونا، لكن المهم أن نحصن أنفسنا قدر الإمكان".

جريدة عكاظ عنونت صفحتها الأولى بـ"أمريكا تحاكم أمريكا"، و"ولي العهد: نحن مستهدفون".

ونقلت الجريدة عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية قوله إن اعتماد قانون جاستا يشكل مصدر قلق كبير للدول التي تعترض على مبدأ إضعاف الحصانة السيادية، داعية إلى الحكمة، وأن يتخذ الكونغرس الأميركي الخطوات اللازمة من أجل تجنب العواقب الوخيمة التي قد تترتب على سن القانون.

وكتب رئيس تحرير الجريدة جميل الذيابي مقالا بعنوان "كيف ستواجه الرياض جاستا؟". وأجاب فيه بالقول "الأكيد أن المملكة ستعمد قبل كل شيء إلى تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، فما دامت ممثلياتها في أميركا لا تنعم بحصانة فإن الممثليات الأميركية في المملكة لن تكون محصنة ضد من يريدون مقاضاة الحكومة الأميركية أو الجيش الأميركي، خصوصا أن أميركا لها تاريخ حافل بالدم، وقادت غزو العراق وأفغانستان في الألفية الجديدة، كما أن هناك متضررين من معتقلاتها في غوانتانامو وغيره".

‪الخارجية السعودية قالت إن قانون جاستا يضعف مبدأ سيادة الدول‬  (الجزيرة)
‪الخارجية السعودية قالت إن قانون جاستا يضعف مبدأ سيادة الدول‬  (الجزيرة)

أما جريدة الرياض فاعتبرت القانون "مأزقا لواشنطن"، وجاء في افتتاحيتها "كل الآراء بما فيها الإدارة الأميركية رأت في القانون سابقة خطيرة تعرض مصالح ومواطني الولايات المتحدة للخطر كون تنفيذه لن يقف عند الحدود الأميركية دون حدود الدول الأخرى، فمن حق مواطني أي دولة أن يرفعوا دعوات على الحكومة الأميركية في بلادهم إذا رأوا أن ذلك يحقق مصالحهم، خاصة أن هناك الكثير ممن يعتقدون أن السياسات أو الأفعال الأميركية في بلادهم قد جلبت الضرر إليهم بطريقة أو بأخرى، فإذا عدنا لتلك التدخلات فسنجد أنها كثيرة في فيتنام، والحرب الكورية، وفي أميركا الجنوبية وبالتأكيد في الشرق الأوسط".

وتحت عنوان "لعبة محامين أوقعت أميركا والعالم في خطر جاستا" تناولت جريدة الوطن أبرز التصريحات من مسؤولين في الإدارة الأميركية -على رأسهم الرئيس باراك أوباما ورئيس وكالة الاستخبارات جون برينان– حذروا فيها من خطر قانون جاستا على المصالح الأميركية في العالم، وأنه سيعقد علاقات واشنطن مع أقرب شركائها.

وجاء في التقرير أن "الكونغرس عندما مضى في سن هذا القانون انطلق من أسباب لا تتعلق بحماية المواطنين الأميركيين، وإنما بحسابات قصيرة النظر وغير دقيقة طمعا في تنفيذ أجندات ولوبيات تسعى إلى التهام مبالغ مالية على شكل تعويضات لضحايا هجمات إرهابية تتهم الدول ذات السيادة زورا بالمشاركة فيها بشكل مباشر أو غير مباشر".

وفي تغطية مطولة لجريدة الشرق الأوسط اللندنية اختارت لها عنوان "جاستا لا يستطيع إدانة السعودية.. وخيارات الرد كثيرة" نقلت فيه عن مسؤولين أميركيين ومنظمات عربية في أميركا رفضهم للقانون.

وكتب عبد الرحمن الراشد في "الشرق الأوسط" مقالا بعنوان "مكافأة إيران ومعاقبة السعودية" جاء فيه "الأمر الغريب الذي لم يخطر على بال أحد أن تتخذ واشنطن في العام نفسه قرارين مهمين نقضا كل ما قامت عليه السياسة الأميركية على مدى نحو أربعين عاما، مكافأة إيران باتفاق نووي ينهي العقوبات، ومحاسبة المملكة العربية السعودية بتشريع جاستا".

وأضاف أن "المفارقة مكافأة إيران، وهي الدولة الأولى في العالم الراعية للإرهاب بإقرار معظم المجتمع الدولي، ومعاقبة السعودية، وهي من الدول الأساسية المحاربة للإرهاب".

المصدر : الجزيرة