هل يطلق انتخاب ترمب العنان للاستيطان الإسرائيلي؟
وأشارت الصحيفة في مقال إلى أن مشرّعين إسرائيليين وافقوا الأربعاء الماضي بصورة مبدئية على مشروع هذا القرار الذي يهدف لمنع قرار محكمة إسرائيلية هدم بؤر غير قانونية بحلول الخامس والعشرين من شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل.
وقالت الصحيفة الأميركية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعارض مشروع القرار وكذلك المدعي العام أفيشاي ماندلبليت بزعم أنه ينتهك القانون الدولي. لكن تجاوز مشروع القرار لإحدى كبرى العقبات في الكنيست يمثل نصرا لداعمي التوسع الاستيطاني.
ونقلت الصحفية عن وزير التعليم الإسرائيلي، الذي يترأس حزب البيت اليهودي، قوله إن "عصر الدولة الفلسطينية انتهى"، وهو ما يتعارض مع الموقف الرسمي الإسرائيلي الداعم ضمنيا لحل الدولتين الذي طرحته واشنطن سابقا لحل النزاع.
كما نقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان قوله الأربعاء الماضي "إن الحكومة الإسرائيلية يجب أن تبرم اتفاقا مع إدارة ترمب يسمح بتوسيع البناء في أغلب المستوطنات بالضفة الغربية". وترى الصحيفة أن مثل هذا التوجه قد يكون مضللا وقد ينطوي على مخاطر على الولايات المتحدة.
وأشارت نيويورك تايمز إلى بيان السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي الذي حذر فيه من أن "أكثر الطرق تأثيرا من طرف تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات إرهابية أخرى لجذب مجندين كانت عبر صبغ الولايات المتحدة الشرعية على مشاريع الاحتلال الإسرائيلي الآخذ في التوسع بالضفة الغربية".
وأكد أن "هذا التشريع الذي يضفي بأثر رجعي الشرعية على مستوطنات غير قانونية سيكون أمرا مرحبا به من طرف المجموعات الإجرامية بوصفه دليلا إضافيا على أن أقرب حليف للولايات المتحدة في المنطقة مصمم على تدمير الحل السلمي، الذي يشمل إمكانية قيام دولة فلسطينية".
فرحة إسرائيلية
وقد عبر داعمو التوسع الاستيطاني في إسرائيل عن فرحتهم بعد مقابلة لجيسين غرينبلات، وهو مستشار السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب، مع راديو الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث أشار فيها إلى أن ترمب لا يرى في المستوطنات "عائقا نحو السلام".
ويبقى موقف ترمب من المستوطنات غير واضح، خاصة أنه قال مؤخرا لصحيفة وول ستريت جورنال إنه يسعى لإبرام "اتفاق نهائي كي يضع نهاية للنزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل مصلحة الإنسانية".
وذكرت الصحيفة الأميركية الذائعة الصيت أنه إذا كان هذا هو الهدف الأساسي لترمب، فعليه أن يشير بشكل فوري للإسرائيليين -فضلا عن مستشاريه- إلى أنه سيحتاج وقتا وإجراء مشاورات من أجل العمل على سياسة مناسبة ومنطقية لهذا الملف.
وحذرت من أن غياب هذه الإشارة قد يشجع الجناح اليميني في إسرائيل للمضي قدما في توسع جديد وخطير للمستوطنات.