رئاسة ترمب ستقلب الوضع بالشرق الأوسط

دونالد ترامب.. رئيس أميركا الـ45
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (الجزيرة)

في مقاله بصحيفة التايمز علّق الكاتب روجر بويس على رئاسة دونالد ترمب بأنها توشك أن تقلب سياسة الشرق الأوسط رأسا على عقب، وأن صفقة كبح برنامج طهران النووي إما أنها على وشك أن تمزق أو تفرغ من مضمونها، بالرغم من الإشادة بها العام الماضي على أنها انتصار للكفاءة السياسية الأميركية والأوروبية.

ورأى الكاتب أنه إذا رفضت السلطات الإيرانية تقديم تنازلات جديدة فسوف يصمها ترمب بدعاة الحرب ويزيد الضغط عليها، لأن الصفقة -كما يعتقد- كانت معيبة، وما دفع إدارة أوباما لها هو محاولتها اليائسة لترك إرث إيجابي في السياسة الخارجية.

نتنياهو سيحاول كأول الزوار الأجانب للبيت الأبيض إقناع الرئيس الجديد بأن القضية الفلسطينية ثانوية مقارنة بمشكلة القدرة العسكرية الإيرانية

وعلى صعيد الأزمة السورية، أشار الكاتب إلى احتمال زوال صفة المنبوذ عن بشار الأسد، "الدكتاتور السوري القاتل"، لأن ترمب لا يثق في المعارضة السورية، وبالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإن رد الاعتبار له جار بعد أن نُحي جانبا خلال إدارة أوباما.

وفي ما يتعلق بمصر فستكون هناك عودة أخرى يحدث فيها تقارب مع الرئيس السيسي، الذي سخر منه فريق أوباما، نظرا لفائدته المتزايدة، من وجهة نظر ترمب، في مكافحة الجماعات الإرهابية في سيناء، وهناك أيضا أكبر المتعاونين في مكافحة الإرهاب ألا وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عاد طياروه لاستئناف قصفهم حلب الشرقية أمس وتدمير المستشفيات دون تمييز بين الأطفال المتجهين لطوابير الخبز وكبار السن المتقاعدين، وبين الجهاديين المشتبه بهم.

وأشار الكاتب إلى أن ما يجمع هؤلاء اللاعبين معا -من وجهة نظر ترمب- هو الاستعداد لتقاسم عبء الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، لأن إدارة أوباما لم تفشل فقط في استخدام كامل قوتها ضد تنظيم الدولة والجماعات التابعة للقاعدة، لكنها فشلت أيضا في حشد الدعم اللازم من قبل الحلفاء المزعومين. ومن ثم فإن سياسة ترمب في الشرق الأوسط يتم "قولبتها" إلى حد كبير كسياسة تصحيحية مغايرة لتفكير الرئيس المنتهية ولايته الذي يقوم على وعود زائفة في الأمل والتغيير.

ولخص الكاتب إستراتيجية ترمب في ضرورة أن يكون هناك تعاون ملموس مع روسيا، وأن تستخدم قوتها الجوية بفاعلية أكثر في الجهد العام لتحطيم قبضة تنظيم الدولة على الرقة في سوريا.

وسيحاول نتنياهو، كأول الزوار الأجانب للبيت الأبيض، إقناع الرئيس الجديد بأن القضية الفلسطينية ثانوية مقارنة بمشكلة القدرة العسكرية الإيرانية، ويبدو أن دول الخليج توافق على ذلك، ثم هناك مصر التي ينظر إليها -بالرغم من كونها دولة بوليسية- كقوة استقرار ممكنة في الشرق الأوسط.

وأردف الكاتب أن المنطقة في حالة تغير مستمر، وأن من حق الرئيس القادم أن يتمسك بسياسة مرنة تقوم على تعزيز الإرادة السياسية لدحر تنظيم الدولة، وأن الوقت قد حان لوقف المغامرات العسكرية الإيرانية، لكن من الخطأ بناء إستراتيجية على أساس الثقة في بوتين.

وبما أن ترمب يفهم الأرقام بحكم أنه رجل أعمال، فهناك رقم واحد هو المهم في الشرق الأوسط، ألا وهو أن أربعمئة ألف نفس قتلت في سوريا خلال السنوات الخمس الماضية، وإذا كان له أن يكسب زخما كرئيس فسيتعين عليه أن يقاوم إغراءات الكرملين، ويقول لدميته الدكتاتور: "بشار الأسد أنت مفصول".

المصدر : تايمز