كاتب بريطاني: إسرائيل تنشر فيلما عنصريا مثيرا للسخرية

Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu speaks during a memorial ceremony for soldiers killed during the 2014 Gaza conflict, at a military cemetery on Mount Herzl in Jerusalem July 26, 2016. REUTERS/Baz Ratner
نتنياهو يتحدث خلال احتفاء بذكرى جنود إسرائيليين قُتلوا في الحرب على غزة 2014 (رويترز)

قال كاتب بصحيفة إندبندنت البريطانية إن الفيلم الذي نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية مؤخرا يعبّر بوضوح عن رفض للهوية والتاريخ والوجود الفلسطيني، وإنه عدائي ويصور سياقا سياسيا مضطربا، كما يعكس صورة سوداء لرؤى الحكومة الإسرائيلية.

وأوضح الكاتب بن وايت أن الفيلم الجديد الذي أنتجته شركة إسرائيلية لصالح الحكومة الإسرائيلية كتاريخ مختصر للشعب اليهودي أثار السخرية والتهكم والاتهامات بالعنصرية وتشويه التاريخ.

وأشار الكاتب إلى أن الفيلم يصور زوجين يهوديين، راشيل وجاكوب، وهما يعيشان بمنزل حديث ومريح يمثل أرض إسرائيل، ويتعرض الزوجان لسلسلة من الغزوات من أمثال الآشوريين والبابليين والرومان والصليبيين والعثمانيين وأخيرا البريطانيين، ليعلنا في نهاية المطاف أن المنزل أصبح لهما، وذلك قبل أن يظهر فلسطينيان عند نهاية الفيلم تقريبا.

مثير للغضب
وقال الكاتب إن الفيلم قد تعرض للنقد لعدم دقته التاريخية ولطبيعته الكاريكاتيرية العنصرية. فقد ظل الزوجان الإسرائيليان يرتديان الجينز طوال الفيلم، بينما يظهر فيه غير اليهود وخلال ثلاثة آلاف عام برابرة بدائيين في ملابس نمطية، أما أكثر المشاهد التي أثارت كثيرا من الغضب فهي التي يصوّر فيها الفيلم الفلسطينيين على أنهم قادمون بشكل غير شرعي وفي اللحظات الأخيرة وبعد قيام دولة إسرائيل ليستولوا على منزل شخص آخر.

من المفارقات السود أن كثيرا من الإسرائيليين اليهود يعيشون في منازل يملكها لاجئون فلسطينيون طُردوا في النكبة ولا يزالون محرومين من حقهم في العودة

ونقل عن عضو الكنيست الإسرائيلي الفلسطيني أحمد الطيبي إدانته للفيلم، ووصفه إياه بالمحاولة السخيفة لتجريد الفلسطينيين من علاقتهم وروابطهم بوطنهم، قائلا إن سياسة إسرائيل الخارجية فقدت أي علاقة لها بالواقع.

وأضاف الكاتب أن الفيلم يتعارض مع الحقائق الموثقة جيّدا عن النكبة عندما سُلب وطُرد ما يبلغ 90% من جميع الفلسطينيين الذين يعيشون فيما تُسمى حاليا إسرائيل، مضيفا أنه من المفارقات السود أن كثيرا من الإسرائيليين اليهود يعيشون في منازل يملكها لاجئون فلسطينيون طُردوا في النكبة ولا يزالون محرومين من حقهم في العودة.

شكوك وإدانات
وأشار وايت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تنشر فيها الحكومة الإسرائيلية دعاية مماثلة، إذ تسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي في إثارة الشكوك والإدانات الدبلوماسية عندما نشر فيديو يصف فيه إزالة المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية مستقبلا بأنها "تطهير عرقي".

وقال الكاتب إن هذا الأمر ليس بقضية أكاديمية. فاللاجئون الفلسطينيون لا يزالون مشردين، والمواطنون الفلسطينيون يعانون تمييزا ويُعاملون كمهاجرين في وطنهم، والحكومة الإسرائيلية يهيمن عليها سياسيون يسمون الضفة الغربية "يهودا والسامرا".

وعد بلفور
ولفت الانتباه إلى أن توقيت إنتاج هذا الفيلم الآن يستبق حملة فلسطينية تقطع روابط الإسرائيليين بتراثهم التاريخي، تصل أوجها عام 2017، وهو العام الذي يوافق الذكرى الـ50 للاحتلال العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة، وتذكير العالم بأن ملايين الفلسطينيين الذين لا دولة لهم يعيشون تحت حكم ينتهج الفصل العنصري (أبارتايد) بينهم ومئات الآلاف من المستوطنين.

كذلك أشار إلى أن عام 2017 يوافق الذكرى المئة لإعلان وعد بلفور، عندما وعدت الحكومة البريطانية الحركة الصهيونية بدعمها في إنشاء دولة يهودية في فلسطين.

وعلق وايت بأنه في الوقت الذي ترى إسرائيل في وعد بلفور أحد أركان شرعيتها، يرى الفلسطينيون فيه جريمة تاريخية. واختتم قائلا إن الفيلم لا يقنع أحدا، بل يغضب كثيرين.

المصدر : إندبندنت