واشنطن وإشكاليات الدور التركي بحرب تنظيم الدولة
قالت صحيفة واشنطن تايمز إن التحاق تركيا في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية قد تسبب في صعوبات سياسية للإدارة الأميركية وتعهداتها السابقة للأطراف المتحاربة في سوريا.
وفي الوقت الذي يعقد فيه حلف شمال الأطلسي الناتو اجتماعه الطارئ الخامس منذ تأسيسه قبل 66 عاما بطلب من تركيا نفت الإدارة الأميركية المعلومات القائلة إنها ترتب لإنشاء منطقة لحظر الطيران في الأجواء السورية.
أما وزارة الدفاع (البنتاغون) فقد واجهت في الـ24 ساعة الأخيرة أسئلة محرجة بشأن تخلي إدارة الرئيس باراك أوباما عن الحلفاء الأكراد في الحرب ضد تنظيم الدولة مقابل الدور التركي، وإلى أي مدى يمكن أن يذهب في ذلك الاتجاه.
ورغم المديح الأميركي الرسمي للدور التركي في محاربة التنظيم فإن مسؤولين أميركيين اعترفوا بالتعقيدات التي يواجهونها في ظل مخاوف من استخدام تركيا لدورها في الحرب في استهداف وسحق المتمردين الأكراد الأتراك، بحسب التقرير.
وكانت المخاوف قد تصاعدت بعد ورود تقارير عن استهداف الجيش التركي مواقع كردية في شمال سوريا أمس الاثنين، إلا أن تركيا نفت تلك المزاعم على لسان مسؤول بوزارة الخارجية التركية. وأكد المسؤول التركي أن العمليات التي ينفذها الجيش التركي حاليا لا تستهدف أكراد سوريا.
وكانت وحدات حماية الشعب الكردية قد زعمت أن مواقعها تعرضت للقصف، إلا أن وكالة رويترز نقلت عن مسؤول بالخارجية التركية قوله إن الجيش التركي لم يقصف مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا، نافيا رواية هذه الوحدات.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أيضا نقلا عن مسؤول في الحكومة التركية بأن "الوحدات الكردية وسواها ليست ضمن أهداف عملياتنا العسكرية".
وأكد المسؤول أن العمليات العسكرية الجارية تهدف إلى "القضاء على المخاطر التي تهدد الأمن القومي التركي، وهي تواصل استهداف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا وحزب العمال الكردستاني في العراق".
ويقول تايلور في تقريره إن الإدارة الأميركية واجهت مأزقا في التعاون مع بعض الفصائل الكردية وبالذات "حزب العمال" اليساري المتشدد الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية، إلا أن الافتقار لمجموعات مسلحة معتدلة على الأرض وبعد أن برهنت فصائل الحزب على قدراتها القتالية العالية جعل واشنطن تعقد تحالفا غير معلن مع مليشيات حزب العمال في حرب تنظيم الدولة.
وأشار التقرير إلى أن واشنطن تواجه نفس المأزق في العراق، حيث لا تجد أمامها سوى مليشيات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من إيران لمحاربة تنظيم الدولة.