البنتاغون

شعار البنتاغون - الموسوعة

اسم يطلق على وزارة الدفاع الأميركية التي تعتبر أقدم وأكبر فروع الحكومة الأميركية، وتتمثل مهمتها في توجيه ومراقبة عمل القوات المسلحة ومعاونة رئيس الدولة في شؤون الأمن القومي. تعد "أكبر مشغِّل بالبلاد"، إذ توظف أكثر من 1.4 مليون عامل، وميزانيتها لعام 2014 بلغت 632.8 مليار دولار.

المهمة والنشأة
تعتبر البنتاغون (أو وزارة الدفاع الأميركية) الشعبة العسكرية التنفيذية لحكومة الولايات المتحدة. وتقوم بتوجيه ومراقبة عمل القوات المسلحة ومعاونة رئيس الدولة في شؤون الأمن القومي.

وتعد البنتاغون -من الناحية التاريخية- أقدم فروع الحكومة الأميركية، إذ تأسس الجيش والبحرية ومشاة البحرية في عام 1775 بالتزامن مع قيام الثورة الأميركية ضد بريطانيا.

ثم تأسست وزارة الحرب في عام 1789، وفي 1790 أنشئ خفر السواحل (وهو جزء من الأمن الداخلي في وقت السلم)، وأعقب ذلك تأسيس وزارة للبحرية في 1798، وفي 1947 أنشئت القوات الجوية الأميركية.

وبموجب قانون أصدره مجلس الأمن القومي عام 1947 فقد تأسست المنشأة العسكرية الوطنية في 18 سبتمبر/أيلول 1947، وكانت مهمة أول وزير تولاها تنسيق وتطوير السياسات العامة للإدارات التنفيذية الثلاث (القوات البحرية والجيش والقوات الجوية).

وعُدل القانون عام 1949 فسميت المنشأة باسم وزارة الدفاع، وتوالت التعديلات لتزيد من مسؤوليات الوزير، وأنشئ تسلسل قيادي عملياتي للقيادات الموحدة، وأعطيت للوزير سلطة تتجاوز الإدارات العسكرية في المسائل العملياتية.

المقر الرئيسي
يقع مبنى المقر الرئيسي لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في مدينة أرلينغتون بولاية فيرجينيا على جانب نهر بوتوماك من جهة مدينة واشنطن، ويشغل مساحة 600 ألف متر مربع، منها 340 ألفا عبارة عن مكاتب إدارية يعمل فيها 23 ألف شخص ما بين مدني وعسكري. ويعتبر مبناها واحدا من أضخم المباني المكتبية في العالم.

ويتكون مبنى البنتاغون من خمسة أضلاع متحدة المركز حول ساحة مركزية (ومن هنا جاء اسمه، أي الخماسي الأضلاع) وتشتمل على خمسة طوابق فوق سطح الأرض. وقد صممه المهندس المعماري الأميركي جورج إدوين برجستروم، وقام مهندسو الجيش الأميركي بتشييده منذ عام 1941 إلى عام 1943.

شُيد المبنى لجمع كل مكاتب ما كان يسمى آنذاك بوزارة الحرب في مبنى واحد، ويحتوي على 17.5 كيلومترا من الممرات، ومع ذلك فإن الوصول إلى أي نقطة فيه لا يستغرق أكثر من سبع دقائق مشيا.

وتتبع لمبنى البنتاغون الرئيسي مئات الآلاف من المباني والمنشآت الفرعية التي تقع في أكثر من خمسة آلاف موقع، ولو ضمت هذه المواقع في مكان واحد لكانت المساحة التي يحتلها مبنى الوزارة أكثر من 30 مليون فدان (حوالي 121 ألف كيلومتر مربع).

ويضم مبنى البنتاغون الآن مكاتب لإدارات الأسلحة الثلاث (الجيش والبحرية والقوات الجوية)، ومكتب وزير الدفاع. كما يوجد فيه مركز للتسوق ومطعم كبير ومواقف لسيارات الأجرة ومنصة لطائرات الهليكوبتر.

وقد تعرض مبنى البنتاغون الرئيسي لهجوم لأول مرة في 11 سبتمبر/أيلول 2001 حين اصطدمت بجانبه الغربي إحدى الطائرات المدنية المختطفة، مما أسفر عن مقتل 125 من الموظفين فيه وتدمير جزء من المبنى أعيد ترميمه لاحقا.

الأقسام الرئيسية
تنقسم البنتاغون من الناحية الإدارية إلى أقسام فرعية رئيسية هي مكتب الوزير، وقيادة الأركان المشتركة، والإدارات العسكرية، والقيادات الموحدة والمحددة، ومجلس سياسة القوات المسلحة والوكالات. وأركان مكتب الوزير هم من المدنيين الذين يقدمون المشورة ويعاونون الوزير في الإدارة على أعلى مستوى.

وطبقا للقانون الأميركي، فإن وزير الدفاع هو المستشار الرئيسي في السياسة الدفاعية لرئيس البلاد، ويمارس السلطة والإدارة والسيطرة على وزارة الدفاع. ويعد نائب الوزير أرفع مسؤول بعده في الوزارة، وهو مخول بممارسة صلاحيات الوزير في كل ما يحق للأخير التصرف فيه.

وإضافة إلى الوزير ونائبه هناك قيادة الأركان المشتركة التي تتكون من رئيس، ورؤساء أركان الجيش والقوات الجوية، ورئيس العمليات البحرية، وقيادة سلاح المارينز، وهم مسؤولون عن إعداد الخطط الإستراتيجية واللوجستية للقوات المسلحة.

وكل إدارة عسكرية منفصلة من حيث التنظيم الداخلي، لكن الوظائف العامة تكون تحت سيطرة وزير الدفاع. وهكذا يتدرج التسلسل القيادي إلى أسفل مباشرة من الرئيس إلى وزير الدفاع إلى الإدارات العسكرية، باستثناء المسائل العملياتية.

وينتقل التسلسل القيادي في القتال وفي العمليات المشابهة من الرئيس إلى وزير الدفاع، ومن خلال قيادة الأركان المشتركة إلى القيادات الموحدة والمحددة، متجاوزا الإدارات العسكرية.

والقيادات الموحدة هي قوات مقاتلة برية وجوية وبحرية على كفاءة عالية من التدريب مكونة من إدارتين أو أكثر، وهي تحت سيطرة الرئيس من خلال وزير الدفاع وقادة الأركان المشتركة. وتكلف القيادات الموحدة بمهام كبيرة ومتواصلة تتعلق بأمن الولايات المتحدة وحلفائها.

أما القوات المحددة فهي عادة تتكون من سلاح واحد، لكنها تقوم بمهام ذات أهمية كبيرة وتؤكد السيطرة العملياتية للرئيس.

وهذه القيادات الموحدة هي: قيادة الأطلنطي ومقرها ولاية فيرجينيا، وقيادة الباسيفيك في هاواي، والقيادة الأوروبية في مدينة شتوتغارت بألمانيا، والقيادة الجنوبية في دولة بنما، والقيادة المركزية وقيادة العمليات الخاصة في ولاية فلوريدا، وقيادة النقل في ولاية إلينوي، وقيادة المجال الجوي في ولاية كولورادو، وقيادة القتال الجوي.

الوكالات المساندة
ويعاون وزارةَ الدفاع عددٌ من الوكالات المساندة تتمثل في وكالة الأمن القومي، وقوات الأمن المركزي التي تقوم بمهام فنية وتنسيقية متخصصة تتعلق بالأمن القومي، ووكالة الدفاع النووي التي تساند جميع القوات المسلحة في المسائل المتعلقة بالأسلحة النووية وتأثيراتها واختبارها.

وهناك وكالة أنظمة المعلومات الدفاعية المسؤولة عن التوجيه الإداري والعملياتي لنظام اتصالات عالمي للقوات المسلحة والوكالات الحكومية الأخرى، ووكالة الاستخبارات الدفاعية التي تنظم وتوجه مصادر استخبارات وزارة الدفاع، وتقوم بمراجعة وتنسيق المهام الاستخباراتية المكلفة بها الإدارات العسكرية.

ومن هذه الوكالات أيضا وكالة لوجستيات الدفاع التي تقوم بتوفير المؤن والدعم الخدمي للمواد الشائعة في جميع الأسلحة، وهذه تشمل شراء اللوازم وتشغيل نظام توزيع جُملي وبرامج التخلص من الفائض.

هذا بالإضافة إلى وكالات مساندة أخرى هي وكالة تدقيق عقود الدفاع، ووكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة، ووحدة تحقيقات الدفاع، ووكالة تخطيط الدفاع، ووكالة خدمات الدفاع القانونية، ووكالة مساعدة الدفاع الأمنية، ووكالة التفتيش الفوري.

الموارد البشرية والمالية
تصف وزارة الدفاع الأميركية نفسها بأنها "أكبر مشغِّل في البلاد"، إذ توظف أكثر من 1.4 مليون عامل من الرجال والنساء في الخدمة الفعلية، إضافة إلى 718،000 من الموظفين المدنيين، و1.1 مليون يخدمون في قوات الحرس الوطني والاحتياطي، وأكثر من مليونيْ عسكري متقاعد. وأكثر من 450 ألفا من موظفي البنتاغون يعملون في مناطق خارج البلاد.

وبخصوص ميزانية البنتاغون السنوية، فقد وصلت عام 2014 إلى 632.8 مليار دولار، وتخصص هذا الميزانية نحو 552.1 مليار دولار للإنفاق العسكري على القواعد والمعدات، إضافة إلى تدريب القوات والموارد، كما تخصص نحو 80.7 مليار دولار للعمليات العسكرية خارج الأراضي الأميركية، وكان الجزء الأكبر منها لتكاليف الحرب في أفغانستان.

المصدر : الجزيرة