يديعوت أحرونوت تضع سيناريو الحرب القادمة مع حزب الله
تطرقت صحف إسرائيل اليوم لشكل الحرب القادمة مع حزب الله اللبناني، وقالت إنها ستكون موجهة لـ"مراكز الثقل" مما يستدعي إخلاء قرى بأكملها، كما تناولت تفاعلات حملة المقاطعة الدولية وفرص إتمام الاتفاق النووي في موعده بسبب إصابة وزير الخارجية الأميركي جون كيري بكسر في قدمه.
واعتبرت التقارير أن الخسائر المتتالية التي تكبدها حزب الله جراء تدخله في سوريا جعلته في وضع أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول وصفته بالكبير في هيئة الأركان قوله إن الجيش السوري يوجد في الوضع الأصعب منذ بدء الحرب، وأن حزب الله زاد حجم قواته في سوريا بين ستة وسبعة آلاف رجل.
ووفق الصحيفة فإن التقديرات تشير إلى أكثر من مئة ألف صاروخ لا تزال موجهة نحو إسرائيل، وعليه فإن الجيش تدرب على شلّ أكبر قدر ممكن من مراكز ثقل المنظمة ومهاجمة الصواريخ البعيدة المدى في مواقع التخزين بدل التفرغ لاعتراضها، وسيرافق ذلك دعوة لإخلاء قرى تجنبا لسقوط آلاف القتلى.
وعن شكل الحرب القادمة رغم التشديد على عدم الرغبة فيها، قال مصدر الصحيفة إن العمل سيتركز على دفع حزب الله إلى اليأس من استخدام السلاح وفي أسرع وقت ممكن.
غياب كيري
وفي مفاوضات الملف النووي الإيراني، توقّع زلمان شوفال في صحيفة إسرائيل اليوم أن يؤثر غياب وزير الخارجية الأميركي عن المفاوضات مع إيران -بسبب إصابته بكسر في قدمه- على برنامجه في السعي للتأثير على أوروبا لتليين مطالبها ومواقفها من طهران.
وبحسب الكاتب، فإن الإيرانيين نجحوا في مراوغة مديري الأمم المتحدة بتقديم أنواع مختلفة من التنازلات، معظمها مخادعة، في أمور ليست جوهرية تتعلق بالبرنامج النووي العسكري، مستغلين التأييد الأساسي من روسيا والصين، ورغبة الرئيس الأميركي باراك أوباما الكبيرة في التوصل إلى الاتفاق.
واعتبر شوفال أن وظيفة كيري ودوره الأساسي في الجهود أمام إيران كانت محاولة إقناع شركائه الأوروبيين، وبالذات حكومة فرنسا المتحفظة، بأن يُلينوا مطالبهم من طهران، وذلك عبر خطط لإجراء عدة لقاءات سياسية مع المسؤولين الأوروبيين.
من جانب آخر، ومتابعة لنتائج جهود حركة مقاطعة إسرائيل، قال آري شبيط -في هآرتس- إنه رغم ضآلة تأثير حركة المقاطعة المعروفة اختصارا بـ"بي دي أس" في الولايات المتحدة، فإنها فعّالة وخطيرة وقادرة على مضاعفة عددها من خلال التقرب من الأقليات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان.
وأوضح الكاتب أنه بعد سنوات طويلة أهملت فيه المؤسسة الإسرائيلية خطر المقاطعة، تحولت الحركة إلى كل شيء، وباتت مشكلة على رأس أولويات الحكومة الإسرائيلية.
واعتبر أن محاولات محاربة العدو الجديد عن طريق التشريع والإسكات فقط "مدمرة" وستزيد من "الصورة الكاذبة" لإسرائيل وكأنها غول، و"الصورة المشوهة" للجالية اليهودية كجسم مؤسساتي يعتمد القوة.
في الشأن ذاته، ذكرت صحيفة يديعوت أن مجلات عالمية باتت تمتنع عن نشر مقالات الباحثين من إسرائيل دون أن تفسر ذلك كإقصاء مقصود لهم، معتبرة أن هذا يبني حاجزا في وجه الباحثين الإسرائيليين تحت غطاء انعدام الشفافية وتحت رعاية السرية الأكاديمية.
مركز العودة
بدورها، هاجمت صحيفة إسرائيل اليوم -المقربة من مكتب رئيس الحكومة- قبول الأمم المتحدة مركز العودة الفلسطيني مستشارا دائما لها مع أنه مقرب من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ويريد حق العودة والقضاء على إسرائيل، وفق الصحيفة.
وقالت إنه مقابل قبول مركز العودة، رفضت الأمم المتحدة طلب منظمة "زاكا" الإسرائيلية، التي تعالج المصابين والقتلى نتيجة ما تسميه "إرهاب حماس"، بأن تكون في مكانة مماثلة.
في شأن متصل، انتقد الصحفي جدعون ليفي في هآرتس إنكار إسرائيل للواقع والحقائق على الأرض، وكتب "إسرائيل تعيش في واقع خيالي حيث تعتقد أن باستطاعتها -مثلما أجرت غسيل دماغ للإسرائيليين- غسل دماغ العالم والإبقاء على الاحتلال إلى الأبد".
وأكد أن سياسة النفي والإنكار والانقطاع عن الواقع تصل الآن إلى مرحلة خطيرة، ودرجة المرض تزداد خطورة، وشدد على أن العدل يقول إن إسرائيل لن تستطيع الاستمرار في السيطرة إلى الأبد على شعب آخر مهما فعلت.