هآرتس: الهدوء في غزة لا يعني الاستقرار
عوض الرجوب-الخليل
صحيفة هآرتس تحدثت في افتتاحيتها عن أن "تصاعد الأحداث في الآونة الأخيرة -وآخرها قتل مستوطن الجمعة الماضية وعملية الطعن أمس- تُخرِج إلى العلن مسعى حكومة إسرائيل نسيان موضوع أن الهدوء النسبي في جبهة قطاع غزة لا يؤشر على استقرار".
وأضافت الصحيفة أن الحكومة غير معفاة من المسؤولية عن إيجاد حلول، ليس فقط لأزمة غزة بل وأيضا للاضطرابات في الضفة الغربية والقدس.
اتفاق ضمني
وتابعت هآرتس أنه بينما هاجم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -أثناء لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس– بشدة، المبادرة الفرنسية للعمل على قرار في مجلس الأمن في الموضوع الإسرائيلي الفلسطيني، لم يقدم أي مبادرة سياسية على مدى سنوات حكمه، بل أعلن بعض وزرائه أنه لن تكون هناك تسوية مع الفلسطينيين.
وخلصت إلى أنه دون أفق سياسي أو استعداد إسرائيلي لرسم أفق كهذا، فإن سلسلة العمليات من شأنها أن تتصاعد وتصبح مرة أخرى معركة مضرجة بالدماء من النوع الذي شهده الإسرائيليون والفلسطينيون في الصيف الماضي.
في سياق ذي صلة بالوضع الميداني، رأى المحاضر في دائرة دراسات الشرق الأوسط بجامعة "بار إيلان" إيدي كوهين في صحيفة "إسرائيل اليوم" أن اتفاقا ضمنيا بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس يقضي بأن تمارس السلطة ما سماه إرهابا سياسيا، بينما تمارس حماس ما وصفه بالإرهاب العسكري ضد المواطنين والجبهة الداخلية الإسرائيلية.
واتهم الكاتب السلطة الفلسطينية بالتحريض ضد اليهود، وأشار إلى أن صفحة قوات الأمن الوطني على الفيسبوك تنشر صورا لمدينة "يافا المحتلة" و"عكا المحتلة" و"بحيرة الحولة في فلسطين المحتلة".
وختم أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يحاول ممارسة الحرب النفسية على إسرائيل وعلى ساستها كي يحظى بمزيد من التنازلات.
مفاوضة حماس
من جهته نقل أوري سفير في صحيفة معاريف عن مصادر فلسطينية، أن حكومة نتنياهو تجري في هذه الأيام مفاوضات مع حماس، معتبرا أن الاتصالات التي تتم عبر مصر وبشكل مباشر على المستوى الميداني، متوقعة بعد حرب انتهت "بخسارة الطرفين".
وحسب الكاتب، فإن جدول الأعمال يتضمن وقف إطلاق نار طويل الأمد (تهدئة) مقابل إعمار غزة وإعادة جثتي الجنديين الإسرائيليين، مضيفا أن حماس بحاجة إلى هذا الاتفاق لإصلاح العلاقات مع مصر.
وأضاف أن نتنياهو يهتم كثيرا بهذا الاتفاق، لكنه يدعو إلى عدم التحدث مع حماس "لأن ذلك يبعد حل الدولتين ويعمل على تعميق الخلاف مع البيت الأبيض".
دروز سوريا
وفي موضوع "حماية دروز سوريا" دعا عوديد تيره في صحيفة "معاريف" إسرائيل إلى التدخل، معتبرا أن ذلك سيؤثر على علاقتها مع الدروز في داخلها وفي سوريا ولبنان أيضا.
واعتبر الكاتب أن الطائفة الدرزية في سوريا تتعرض للخطر من قبل الفصائل التي تحارب الأسد، مضيفا أنه يمكن إزالة الخطر بطريقتين أساسيتين: الاتفاق مع القوات التي يمكن أن تهاجم الدروز، أو التهديد الخارجي -الإسرائيلي أو غيره- والإعلان عن الاستعداد للتدخل عسكريا إذا لزم الأمر.
وإذا لم تتدخل إسرائيل فيضع الكاتب ثلاثة احتمالات يقول إنها سيئة لإسرائيل: الأول "أن حزب الله سيساعد الدروز وبالتالي تتحالف الطائفة مع إيران وحزب الله، والثاني تحالف التنظيمات مع الدروز ونشوء علاقة بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة والدروز، وثالثا تعرض الطائفة لضربة قوية وبالتالي عداء جديد لإسرائيل وغياب الهدوء على الحدود".
ويوصي الكاتب بالتدخل من أجل إنقاذ الطائفة الدرزية، وبالتالي إنشاء اتحاد تاريخي مع الدروز في إسرائيل وسوريا والدروز في لبنان "لخلق أفضلية إستراتيجية في سوريا ولبنان مع الوقت".
إنقاذ الأسد
في شأن ذي صلة بسوريا، قالت صحيفة هآرتس إن إيران وتحقيقا لمصالحها في الهيمنة الإقليمية وروسيا تنفيذا لمصلحتها في الوصول العسكري إلى المنطقة عبر ميناء طرطوس، مستعدتان لمواصلة دعم الأسد وإنقاذ نظامه رغم هزائمه الأخيرة.
وأفادت الصحيفة بأن التقديرات الصادرة عن جهاز الأمن الإسرائيلي تشير إلى أنه رغم سلسلة الإخفاقات العسكرية الشديدة التي تكبدها الجيش السوري في المعارك خلال الأشهر الأخيرة، فإن إيران وروسيا ستواصلان مساعدة النظام بالمشورة والمعلومات الاستخبارية والوسائل القتالية.