قلق إسرائيلي من حكومة نتنياهو القادمة

نتنياهو يستخدم فزاعة الأمن في معركة الانتخابات
تشكيل نتنياهو الحكومة الإسرائيلية المقبلة يقلق قطاعات واسعة (الجزيرة)

عوض الرجوب-الخليل 

اهتمت الصحف الإسرائيلية، الصادرة اليوم الاثنين، بتبعات تكليف رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بتشكيل الحكومة القادمة، مرجحة عقوبات أوروبية وموقفا أميركيا أقل دعما في مجلس الأمن، فضلا عن توترات مع الفلسطينيين وحرب في غزة.

وحول مشاورات تشكيل الحكومة التي يجريها الرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين، رجحت صحف اليوم أن يكلف نتنياهو بتشكيلها حتى الأربعاء القادم، وذكرت صحيفتا "هآرتس" و"إسرائيل اليوم" أن 51 نائبا أعلنوا تأييدهم ترشيح نتنياهو لتشكيل الحكومة القادمة، في حين يحتاج إلى أصوات 61 نائبا.

وقالت "هآرتس" بافتتاحيتها إن ما يقلق نتنياهو "ليس ريفلين، إنما الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد تدخل نتنياهو الفظ في السياسة الأميركية الداخلية، وتصريحاته العنصرية خلال الانتخابات، وإدارة أوباما حرصت على أن تصيغ بوضوح تحفظها الحاد من أقوال نتنياهو ضد عرب إسرائيل، ومن محاولته ذر الرماد في عيون العالم حول موقفه من مسألة الدولة الفلسطينية".

توقع الكاتب أوري سبير الأسوأ لإسرائيل في حال شكل نتنياهو حكومة يمين نقية، وتوقع اندلاع انتفاضة ثالثة، وقال إن حماس ستقوى استعدادا لمواجهة أخرى، وسيحصل الفلسطينيون على دعم المجتمع الدولي في الجنائية ودعم مجلس الأمن في موضوع الدولة وغيرها

توقعات
وخلصت هآرتس إلى القول إن العلاقات الشخصية "المحطمة" بين نتنياهو وأوباما لا يمكن إصلاحها. ولكن إذا ما اختارت الحكومة القادمة مسار التطرف الذي رسمه نتنياهو في الحملة، فإن وضع كل مواطني إسرائيل سيسوء، فإسرائيل ستضطر إلى مواجهة عقوبات اقتصادية من جانب الاتحاد الأوروبي، وستكف عن التمتع بالفيتو الأميركي التلقائي في الساحة الدولية، "وإذا لم تتبن لنفسها حل الدولتين فإنه سيفرض عليها من الخارج، وبثمن باهظ وأكثر ألما".

وفي صحيفة "معاريف" توقع الكاتب أوري سبير "الأسوأ لإسرائيل في حال شكل نتنياهو حكومة يمين نقية واندلاع انتفاضة ثالثة هي مسألة وقت، وحماس ستقوى استعدادا لمواجهة أخرى، والفلسطينيون سيحصلون على دعم المجتمع الدولي في محكمة الجنايات ودعم مجلس الأمن في موضوع الدولة وغيرها".

وفيما يتعلق بأصداء تلك التداعيات على الصعيد الداخلي، رجح الكاتب "حدوث أزمة ديمقراطية وشعور الأقلية العربية بالاضطهاد، وبالتالي ستتمرد فيما المؤسسات التي تحمي الديمقراطية ستكون واقعة تحت النيران السياسية".

وفي مقال له بصحيفة يديعوت، دعا إيتان غلوب، خبير الشؤون الأميركية بجامعة بار إيلان، نتنياهو إلى أن يعين وزير خارجية وسفيرا بالولايات المتحدة لا يكونان على علاقات متوترة مع أميركا، معتبرا أن المصالح بين البلدين أهم من التوترات الشخصية.

ووصف ردود فعل إدارة أوباما على نتائج الانتخابات بأنها "خطيرة ومقلقة" معتبرا أن" العقاب والانتقام من جانب أوباما، والكفاح المضاد من جانب نتنياهو، ليست بديلا عن السياسة".

روابط استخباراتية
وتحدثت صحيفة "معاريف" عن العلاقات الاستخبارية بين إسرائيل والولايات المتحدة، فقالت إنها لم تتضرر بسبب الخلاف السياسي فـ"العلاقات باقية في وضع متين". واستنادا إلى سلسلة لقاءات أجراها رئيس شعبة الاستخبارات "أمان" اللواء هرتسي هليفي بالولايات المتحدة فإن "التعاون الاستخباري يحتفظ بالمستوى العالي الذي وصل إليه في عهد أوباما".
 
لكنها مع ذلك تشير إلى "مخاوف سياسية من مغبة تحقق قسم من الترتيبات الأميركية في أعقاب الانتخابات وتصريحات نتنياهو الأخيرة برفض حل الدولتين، وعلى رأسها احتمالات إلغاء الفيتو الأميركي التلقائي من أجل إسرائيل في مجلس الأمن".

كما أشارت الصحيفة إلى "تخوف الشرطة الإسرائيلية من تدهور الوضع الأمني بالضفة". وقالت "إن فترة حساسة ستستمر حتى تشكيل الحكومة" ونسبت إلى المفتش العام للشرطة يوحنان دنينو قوله إن مستوى التعاون بين الشرطة وقوات الأمن الفلسطينية "يجري كالمعتاد، ولا توجد مصلحة للفلسطينيين في تصعيد الوضع".

المصدر : الجزيرة