درسان لبريطانيا من أفغانستان

وزارة الدفاع الأفغانية تنفي سقوط سَنغين بأيدي طالبان

تعقيبا على اقتحام حركة طالبان الأفغانية لمنطقة سانغين في شمال شرق إقليم هلمند، كتبت ديلي تلغراف في افتتاحيتها أنه يجب على بريطانيا أن لا تفكر فقط في كيفية استعادة هذه الأرض من "المتطرفين"، ولكن في كيفية الاحتفاظ بها أيضا. وأشارت إلى عودة قوات بريطانية للمساعدة في دعم القوات الأفغانية، لكنها اعتبرت ذلك جزءا من المشكلة.

وألمحت الصحيفة إلى أن الخطة الطموحة التي كان يأمل وزير الداخلية البريطاني الأسبق جون ريد ورئيس الوزراء توني بلير في تحقيقها، فشلت في الالتفات إلى درسين مهمين من أفغانستان.

الأول هو أنه لا أمل كبيرا في الاعتماد فقط على القوات المحلية التي -بسبب خلفيتها العرقية- تفتقر إلى الإرادة للدفاع عن جزء من البلاد لا تعتبره خالصا لها في الواقع. ففي مناطق البشتون العرقية من أفغانستان يمكن للطاجيك أن يشعروا بالغربة مثل الجنود القادمين من بريطانيا، بالإضافة إلى افتقارهم للخبرة والتدريب، ولهذا يجب على الغرب أن يواصل دعمه للقوات الأفغانية.

والثاني يتعلق بالتمويل، ففي جنوب أفغانستان تتشابك تجارة الأفيون وسيطرة طالبان بطريقة لا تنفصم وكان الغرب يأمل ضرب عصفورين بحجر واحد، لكن كما اكتشفت كولومبيا مؤخرا، فإن مواجهة وإصلاح اقتصاد مخدرات محصن يمكن أن يدمر البلد.

وختمت الصحيفة أن الاستيلاء على الأراضي لم يكن مشكلة أبدا للجنود البريطانيين، لكن إيجاد طريقة للاحتفاظ بها ضد المتطرفين قد أثبت صعوبة كبيرة للسياسيين البريطانيين.

ومع التفكير في مستقبل أفغانستان وليبيا والعراق والآن سوريا، يظل هذا السؤال هو الأكثر إلحاحا للإجابة عليه.

المصدر : تلغراف