لوموند: هجمات باريس استهدفت جيلا بأكمله

Thousands of people observe a minute of silence near the Bataclan concert venue in Paris, France, 16 November 2015. More than 130 people have been killed in a series of attacks in Paris on 13 November, according to French officials. Eight assailants were killed, seven when they detonated their explosive belts, and one when he was shot by officers, police said. French President Francois Hollande says that the attacks in Paris were an 'act of war' carried out by the Islamic State extremist group.
دقيقة صمت أمام قاعة باتاكلان أحد المواقع التي مستها هجمات باريس الأخيرة (الأوروبية)
بعد ثلاثة أيام على هجمات باريس، ما زالت الصحف الفرنسية تزخر بالمتابعات الإخبارية لما جرى وتداعياته على فرنسا، وما يعد لمواجهة هذه "الحرب" بين دعوات لرد "لا هوادة فيه" وأخرى للتروي وعدم الاستسلام للخوف.  

تحت عنوان "2015 السنة المروعة" نبهت لوفيغارو إلى أن فرنسا عاشت منذ 7 يناير/كانون الثاني الماضي وحتى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي سنة تخللتها هجمات "إرهابية" أحبط بعضها، بينما أدت أخرى إلى مقتل 148 شخصا.
 
واستعرضت تلك الهجمات، مذكرة بأن السنة لم تنته بعد، ومشيرة إلى ما قاله وزير الداخلية برنار كازنوف من "إننا مهما اتخذنا من احتياطات فلن نتمكن من تحقيق وضع يكون الخطر فيه منعدما".
 
ونبهت لوموند بهذا الصدد إلى القلق الذي ينتاب قطاع الفندقة، إذ مثلت الهجمات ضربة قاسية للفنادق والمطاعم والأماكن الترفيهية، فقد ألغيت عروض وفعاليات رياضية وثقافية, كما أغلقت متاحف ضمن التدابير المتخذة بموجب حالة الطوارئ، وامتد هذا الإحساس بالخطر ليشمل وسائل النقل العام التي بدت شبه خالية.
 
وأكدت الصحيفة أن هجمات باريس استهدفت جيلا بأكمله، يحب الحياة وما فيها من حرية في الحديث وفي المشرب والمأكل، مذكرة بأهمية مساء الجمعة بالنسبة للشاب الباريسي، إذ يعني الاحتفال بما يروق له بما في ذلك ارتياد المطاعم وحضور الحفلات الموسيقية.
 

ولا شك أن استهداف مواقع باريس الترفيهية في سان دونيس يعني استهداف أسلوب حياة المتعة والدعة لدى الشباب الباريسي وفق صحيفة ليبراسيون، التي ربطت كذلك بين بداية الأسبوع الدراسي اليوم الاثنين وبين ما يختلج في صدور المدرسين حول كيفية طمأنة التلاميذ على سلامتهم داخل المؤسسة وكيفية الرد على أسئلتهم.

الوحدة المقدسة
واهتمت الصحف الفرنسية كذلك بما وسمه رئيس الوزراء مانويل فالس بـ"الوحدة المقدسة" في إشارة إلى الاجتماع الموسع للنواب والشيوخ بقصر فيرساي، فنقلت ليبراسيون عن أحد المستشارين التنفيذيين قوله إن الاجتماع سيناقش الهجمات وفق ثلاثة محاور: العمليات الحربية في سوريا ومكافحة "الإرهاب" ومكافحة الإسلام "المتشدد".
 
لكن الكاتب بصحيفة لوموند، ألكسندر لماريي، حذر مما يتهدد الوحدة الوطنية، في مقال له تحت عنوان "ساركوزي يكسر الوحدة الوطنية" موردا حديث الرئيس السابق نيكولا ساركوزي عن كون فرنسا في حرب خارج وداخل حدودها.
 
وتحت عنوان "رقصة النسور.. بعد هجمات باريس" قالت المدونة بصحيفة لوموند، فرانسواز فريسوز "إنها الحرب هذه المرة، وليست الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، بل إن الوحدة الوطنية التي كانت مذهلة للغاية خلال أحداث يناير 2015 لم تصمد يوما واحدا، إذ تولت رئيسة الحزب الوطني مارين لوبان الهجوم، بينما انتقد ساركوزي سياسة الحكومة، ليبقى الرئيس الحالي فرانسوا هولاند يحاول المقاومة".
 
لوموند رأت أن ما يريده الجهاديون هو بالضبط زعزعة الجمهورية، وأن الرد المناسب عليهم هو في الوحدة الوطنية، لكن ما تدفعه فرنسا اليوم هو "ثمن عمى النخب السياسية لدينا" كما يرى السياسي الفرنسي جيل كيبل في مقابلة مع نفس الصحيفة.
 
وحذرت الصحيفة اليسارية لومانتي من مغبة ترويج اليمين لأيديولوجيته "المقيتة" بينما لا تزال جثث الضحايا ماثلة للعيان.
 
وعنونت ليبراسيون افتتاحيتها اليوم بكلمة "التسامح" فأشارت إلى أن "خطاب الانغلاق، الذي يرتفع صوته أكثر فأكثر، لن يقدم العدالة لضحايا عاشوا أيامهم كلها في كنف قيم الانفتاح".
المصدر : الصحافة الفرنسية