اليسار الإسرائيلي يستبعد تسوية دائمة

U.S. Secretary of State John Kerry looks back before his flight leaving Paris March 31, 2014. Kerry broke from his travel schedule for the second time in a week to rush back to the Middle East on Monday to try to salvage Israeli-Palestinian peace talks. The U.S.-brokered negotiations faced a crisis at the weekend when Israel, saying it was seeking a Palestinian commitment to continue negotiations beyond an end-April deadline, failed to press ahead with a promised release of Palestinian prisoners. REUTERS/Jacquelyn Martin/Pool (FRANCEP - Tags: POLITICS TRANSPORT)
جون كيري يصر على السير قدما بالمفاوضات (رويترز)

صالح النعامي

حذر يوسي بيلين الرئيس السابق لحركة ميرتس التي تمثل اليسار الإسرائيلي من مخاطر محاولة التوصل لتسوية دائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشدداً على أن مثل هذه المحاولة ستنتهي إلى فشل ذريع وتدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية.

وقال في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" الجمعة إن كل المؤشرات تدلل على أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري لايزال يصر على محاولة التوصل لتسوية دائمة للصراع، وأن ممثلي السلطة الفلسطينية وإسرائيل سيستأنفون المفاوضات في وقت قريب.

ودعا بيلين -الذي شغل العديد من الحقائب الوزارية بإسرائيل- إلى فحص إمكانية التوصل لحل مؤقت، سواء عبر التوافق على إعلان دولة فلسطينية في حدود مؤقتة أو من خلال زيادة نفوذ السلطة الفلسطينية عبر منحها الصلاحيات الأمنية بمناطق الضفة الغربية التي تتمتع فيها حتى الآن بالصلاحيات المدنية فقط.

وشدد على أنه في ظل الهوة السحيقة في مواقف الطرفين بشأن قضايا الصراع الرئيسية مثل القدس واللاجئين والحدود، فإن "أعمى فقط يمكنه أن يسعى لتسوية دائمة".
 
وأوضح بيلين أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق له أن طرح التوصل لتسوية دائمة على أساس خطة اقترحها الرئيس السابق بيل كلينتون عام 2000، مع إجراء تعديلات على الحدود وتقسيم القدس وحل قضية اللاجئين عبر منحهم تعويضات، محذراً من أن فرص قبول هذا الاقتراح من الطرفين تؤول إلى الصفر.

آفي سيخاروف: قيادة منظمة التحرير الفلسطينية معنية تماماً باستئناف المفاوضات مع إسرائيل لإدراكها أن تجميد المفاوضات قد يدفع إلى انفجار الأوضاع الأمنية بشكل قد يؤدي إلى تهديد بقاء السلطة الفلسطينية

خطر الانفجار
وفي السياق ذاته، قال معلق الشؤون العربية آفي سيخاروف إن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية معنية تماماً باستئناف المفاوضات مع إسرائيل لإدراكها أن تجميد المفاوضات قد يدفع إلى انفجار الأوضاع الأمنية بشكل قد يؤدي إلى تهديد بقاء السلطة الفلسطينية.

وأشار -في مقال له بصحيفة جيروزاليم بوست الجمعة- إلى أن القيادة الفلسطينية تدرك أن انهيار السلطة يخدم مصالح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) زاعما أن الأخيرة "تحاول إشعال الأرض في الضفة الغربية لتقليص فرص استئناف المفاوضات. وتبادر إلى افتعال مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى بالتعاون مع الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح لتحقيق هذا الغرض".

واتهم سيخاروف السلطة الفلسطينية بـ"انفصام الشخصية لأنها تتبنى خطاباً إعلامياً متشدداً ضد إسرائيل في العلن، في الوقت الذي تبدي في الغرف المغلقة رغبة جارفة في استئناف المفاوضات مع إسرائيل".

وفي سياق متصل، حذر معلق الشؤون الاستخبارية رونين بريغمان من التداعيات الخطيرة لمواصلة احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية. ودعا -في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة- دوائر صنع القرار في تل أبيب إلى إدراك حقيقة أن الكثيرين في العالم باتوا يقارنون بين الاحتلال الإسرائيلي ونظام الفصل العنصري الذي كان سائداً في جنوب أفريقيا.
 
وضرب بريغمان مثالاً اعتبر أنه يعكس طابع التحول في الموقف العالمي من إسرائيل، وأوضح أن أستراليا التي كانت أكثر دول العالم تعاطفاً مع إسرائيل أصبحت حالياً تتبنى سياسة تنتقد فيها السياسة الإسرائيلية.

وأضاف أن المنظمات اليهودية القوية بأستراليا فشلت في منع نشر تحقيقات بوسائل الإعلام المحلية تتهم إسرائيل بالمس بحقوق الإنسان الفلسطيني، لاسيما الأطفال. واعتبر أن الاحتلال يمثل "منتوجا فاسدا" بحيث يتم التعامل مع إسرائيل في العالم بناءً على وجوده.

ودعا بريغمان دوائر صنع القرار في تل أبيب إلى استخلاص العبر من تجربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، محذراً من أنه لا يمكن للعالم أن يتعايش مع تواصل الاحتلال ومظاهره.

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية