سي آي أي تتفحص المعارضة السورية

A file photo dated 18 March 2012 shows two Syrian refugees fleeing the violence in their country, as they pass through fences on the Turkey-Syria border in the Reyhanli district, of Antakya, Turkey, 18 March 2012. A general and two colonels were among 33 Syrian army defectors who have fled to Turkey, Turkish media reported on 25 June 2012. The state-run Anatolian news agency said the defectors crossed into Turkey with their families and were sent to a camp in the southern province of Hatay. EPA/TOLGA BOZOGLU
undefined
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن مجموعة صغيرة من ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية يعملون بشكل سري بجنوب تركيا على مساعدة الحلفاء في تحديد أي من مجموعات مقاتلي المعارضة السورية يمكن تسليمها أسلحة لاستخدامها في معركتها مع الحكومة السورية.

ونقل الكاتب بالصحيفة إريك شميت عن مسؤولين أميركيين وضباط مخابرات عرب أن أسلحة تشمل بنادق آلية ومقذوفات صاروخية وذخيرة وبعض الأسلحة المضادة للدبابات اُرسلت بالفعل عبر الحدود التركية بواسطة شبكة سرية من الوسطاء بمن فيهم الإخوان المسلمون السوريون ويتم تمويلها من قبل تركيا والسعودية ودولة قطر.

وأشار إلى أن ضباط الاستخبارات المركزية ظلوا موجودين بجنوب تركيا لعدة أسابيع جزئيا للمساعدة في منع وقوع الأسلحة بأيدي المقاتلين المتحالفين مع تنظيم القاعدة "أو المجموعات الإرهابية الأخرى". وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سبق أن قالت إنها لا تزوّد الثوار السوريين بالأسلحة، لكنها أضافت أيضا أن جيران سوريا يمكنهم القيام بذلك.

وقال شميت إن الجمع السري للمعلومات هو أكثر الأنشطة المعروفة تفصيلا بين أوجه الدعم الأميركي للحملة العسكرية ضد الحكومة السورية. كما أنه يمثل جزءا من محاولة واشنطن زيادة الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد الذي صعّدت حكومته مؤخرا قمع المدنيين وأفراد المليشيات الذين يعارضون نظامه.

وذكر الكاتب أنه مع إحباط روسيا للمزيد من الخطوات القوية ضد حكومة الأسد، تحولت واشنطن وحلفاؤها إلى السبل الدبلوماسية ودعم الجهود المشتركة لتسليح الثوار لإرغام الأسد على التخلي عن السلطة.

وبالمساعدة في تفحص مجموعات الثوار السورية، يأمل مسؤولو الاستخبارات المركزية الأميركية العاملون في تركيا معرفة المزيد عن شبكات المعارضة النامية والمتغيرة داخل سوريا وخلق علاقات جديدة.

وقال أحد مسؤولي الاستخبارات العرب الذين يتلقون معلومات من نظرائهم الأميركيين بانتظام إن "ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية موجودون ويحاولون إنشاء موارد جديدة ويقومون بتجنيد الناس".

ويقول المسؤولون الأميركيون ومسؤولو الاستخبارات المركزية المتقاعدون إن الإدارة الأميركية تدرس إمكانية تقديم مساعدة إضافية للثوار السوريين مثل تزويدهم بصور الأقمار الصناعية والمعلومات المفصلة الأخرى عن مواقع القوات السورية وتحركاتها.

وأضاف شميت أن إدارة أوباما تدرس أيضا إمكان مساعدة المعارضة في إنشاء جهاز استخبارات ابتدائي، لكنها لم تتخذ أي قرار بشأن هذه الأمور أو بشأن خطوات أقوى مثل إرسال ضباط من الاستخبارات المركزية إلى داخل سوريا نفسها.

وقالت الصحيفة إن المعركة داخل سوريا يُتوقع أن تتصاعد بشكل كبير خلال الأشهر المقبلة نظرا إلى تدفق الأسلحة القوية الجديدة إلى كل من الحكومة السورية ومقاتلي المعارضة.

وذكرت أن أوباما ومساعديه الكبار يسعون إلى الضغط على روسيا لوقف شحنات الأسلحة مثل المروحيات الهجومية إلى الحكومة السورية، حليفها الرئيسي في الشرق الأوسط.

وتستمر وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" في دراسة سلسلة من الخيارات العسكرية عقب طلب أوباما مطلع مارس/ آذار الماضي ذلك. وأبلغ رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي أعضاء مجلس الشيوخ في ذلك الوقت أن الخيارات المعنية تشمل جسرا جويا للمساعدات الإنسانية ومراقبة جوية للجيش السوري وإقامة منطقة لحظر الطيران.

كذلك وضعت البنتاغون خططا بشأن الكيفية التي تستطيع بها قوات الحلفاء تأمين مخزون الأسلحة البيولوجية والكيميائية السورية الكبير الحجم في حالة تهديد حرب أهلية شاملة أمن هذه الأسلحة.

لكن كبار المسؤولين بالإدارة الأميركية يقللون حاليا من أهمية الخيارات العسكرية. وقال الجنرال ديمبسي للصحفيين هذا الشهر "أي شيء عسكري يتعلق بسوريا في الوقت الراهن هو مجرد افتراضات نظرية".

ما تغيّر منذ مارس/ آذار هو التدفق الكبير للأسلحة والذخائر إلى الثوار. ووفقا لأعضاء المجلس الوطني السوري والنشطاء الآخرين فإن الهدف من ازدياد الهجمات الجوية والبرية الشرسة من قبل الحكومة على الثوار هو محاولة خلق توازن مع التنسيق، والتكتيكات والتسلح الذي تحسن كثيرا في جانب قوات المعارضة.

المصدر : نيويورك تايمز