أوباما يطرح حلولا لمفاوضات السلام

U.S. President Barack Obama meets with Israel's Prime Minister Benjamin Netanyahu in the Oval Office at the White House in Washington, May 20, 2011. Obama's call for Israel to give Palestinians territory it has occupied since 1967 stunned Netanyahu and pushed the leaders' thawing relationship back into

أوباما أكد ضرورة إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية (رويترز)

الأمر يتطلب شجاعة غير عادية من رئيس الولايات المتحدة ليبلغ الإسرائيليين والفلسطينيين بكيفية حل خلافاتهما بدلا من مجرد الوساطة بينهما. لكن هذا هو الطريق المحفوف بالمخاطر الذي بدأه الرئيس باراك أوباما في خطابه يوم الخميس الماضي، عندما أعلن بوضوح عدة نقاط أساسية لاتفاق السلام، مثل حدود الأراضي ودولة فلسطينية منزوعة السلاح. هكذا بدأت كريستيان ساينس مونيتور افتتاحيتها.

وقالت الصحيفة إن أوباما ليس لديه خيار آخر، رغم المقاومة الشديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. فقد صرح أوباما بأنه منذ اندلاع "الصحوة" العربية في ديسمبر/كانون الثاني بدأ الشرق الأوسط "قصة تقرير المصير". وبعبارة أخرى فإن العالم العربي يحاول تحرير نفسه ولا يمكن ترك الفلسطينيين في المؤخرة.

وأشارت إلى أن أوباما يطمح في مبادئ ثابتة لمنطقة يُصنع فيها التاريخ بسرعة. ولا يمكن للولايات المتحدة أن تكون مشجعة لإصلاح عربي بدون أيضا إشراك الشعبين المجمدين في صراع عنيد حول الأرض والأمن. فهو يحث الإسرائيليين والفلسطينيين على ركوب قطار الحرية في المنطقة.

وكما قال أوباما -في خطابه يوم 19 مايو/أيار- فإن "الوضع الراهن لن يستمر للأبد، ويجب على إسرائيل أن تتحلى بالشجاعة لتحقيق سلام دائم. وحلم الدولة اليهودية الديمقراطية لا يمكن تحقيقه مع احتلال دائم للأرض الفلسطينية".

ويرفض الرئيس دعوات الحذر من إسرائيل في مواجهة إشكالات المنطقة. وعندما يثور العرب من أجل الحرية -كما يقول- يصير السلام الإسرائيلي الفلسطيني "أكثر إلحاحا من أي وقت مضى".

وتفاؤل أوباما تجاه الحرية العربية يجعله أيضا متبرما من مسيرة عملية السلام "الأبدية"، كما يسميها. وهذا الإحباط قد يفسر سبب طرحه حلولا محددة للمساعدة في بدء المفاوضات:

  1. للمرة الأولى، أقرت الولايات المتحدة بوضوح وعلنا خطة سلام على أساس الحدود التي كانت قائمة قبل حرب عام 1967، عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، بينما تسمح أيضا بمبادلة أجزاء صغيرة من الأرض.
  2. يتعين على الفلسطينيين ضمان أمن إسرائيل قبل بدء المباحثات حول مستقبل القدس واللاجئين الفلسطينيين المقيمين في الدول العربية. ويجب أن يقبلوا بأن تكون دولتهم الجديدة منزوعة السلاح.
  3. يجب على القوات الإسرائيلية أن تنسحب بالكامل من الضفة الغربية.
  4. يجب على السلطة الفلسطينية أن تتخيل كيف يمكن لها أن تقيم شراكة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تحكم غزة وهي في ذات الوقت لا تعترف بإسرائيل.

وقالت الصحيفة إن تلك النقاط وغيرها تساعد في تشكيل إطار عمل لمباحثات، لكنها تلزم أوباما أيضا بالضغط على كلا الطرفين لتحقيق ذلك، وإلا فستفقد أميركا مصداقيتها.

ومن ثم سيتعين على أوباما أن يضغط على عباس للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وسيتعين عليه أيضا مقاومة الضغط من المشرعين الأميركيين المتأثرين بتسييس نتنياهو أثناء زيارته للولايات المتحدة التي تشمل خطابا له أمام الكونغرس الثلاثاء القادم.

وترى الصحيفة ضرورة تسخير هذا التحول المذهل للعقلية العربية الساعي للحرية من أجل الخير وليس قمعه للحفاظ على الوضع الراهن. وهذا الجهد أكثر ملاءمة الآن بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي بدأ يقلل أيضا الدعوة لإقامة حكومات إسلامية في الشرق الأوسط.

وختمت بأن رؤساء الولايات المتحدة السابقين حاولوا حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية، لكن لم تتح لأي منهم هذه الفرصة التاريخية التي أمام أوباما الآن، ليستغل الصيحة الإقليمية من أجل الحرية والإصرار على جعلها حقيقة واقعة.

المصدر : كريستيان ساينس مونيتور