شركاء غولدستون ينتقدون تراجعه

الدمار ما بعد الحرب على غزة

العدوان على غزة أدى لاستشهاد نحو 1400 فلسطيني وإلحاق دمار هائل بقطاع غزة

انتقد ثلاثة من أعضاء لجنة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في الحرب على غزة بشدة رئيس اللجنة القاضي ريتشارد غولدستون لتراجعه عما جاء في تقرير اللجنة خلال مقال له في واشنطن بوست الأميركية أوائل الشهر الجاري، وقالوا إنه خضع لضغوط سياسية.

وقال الأعضاء الثلاثة، وهم خبراء في القانون الدولي في بيان نشرت ذي غادريان البريطانية، إنهم لا يمكنهم الصمت إزاء الطعن في تقرير غولدستون معتبرا أن هذا الطعن يشوه الحقائق في محاولة لإثارة الشكوك على المصداقية.

وشدد الثلاثة -وهم المحامية والحقوقية الباكستانية هينا جيلاني والبروفيسور بالقانون الدولي كريستين شينكن (من بريطانيا) والحقوقي الإيرلندي ديسموند ترافيرز- على أنهم يقفون بقوة مع نتائج التقرير.

وانضم هؤلاء الأعضاء إلى كتاب آخرين اعتبروا الدعوات إلى إعادة النظر في التقرير، أو حتى سحبه بالإضافة إلى محاولة الطعن في طبيعته، تهدف إلى عدم احترام حقوق الضحايا فلسطينيين وإسرائيليين والحق والعدالة.

وأشار الأعضاء الثلاثة إلى الهجمات الشخصية والضغوط المتكررة التي تعرض لها أعضاء اللجنة أثناء إنجاز مهمتهم.

ووصفت منظمة العفو الدولية قبل أيام دعوة الحكومة الإسرائيلية الأمم المتحدة للتراجع عن التقرير، بأنها محاولة لتجنب المساءلة عن جرائم حرب وحجب العدالة عن ضحايا الحرب نهاية 2008 وبداية 2009.

وتشكلت اللجنة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في ادعاءات بجرائم حرب في حرب غزة التي وقعت أواخر عام 2008 وأوائل 2009 وأدت إلى استشهاد نحو 1400 فلسطيني ومقتل 13 إسرائيليا إضافة إلى إلحاق دمار هائل بقطاع غزة.

واتهمت اللجنة برئاسة القاضي غولدستون إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إبان العدوان الذي شنته على قطاع غزة.

وقالت إن إسرائيل وحركة حماس كلتيهما مذنبتان بارتكابهما جرائم حرب أثناء الحرب. ويعد تقرير غولدستون ضربة موجعة لإسرائيل، وقد حاولت جاهدة لمنع تمريره حيث إنه أكد بأكثر من فقرة انتهاك جيشها للقانون الإنساني الدولي وارتكاب جرائم حرب أثناء العدوان على قطاع غزة.

ورفضت إسرائيل التعاون مع بعثة غولدستون، ووصفت تقريره بأنه محرَّف ومتحيز، وشنت ضد حملة تشويه عنيفة.

لكن القاضي الجنوب أفريقي غولدستون كتب مقال واشنطن بوست أوائل الشهر الحالي قال فيه إنه يجب إعادة النظر في التقرير الذي يحمل اسمه، موضحا أنه لو كان يعرف وقتها ما يعرفه الآن لكان تقريره وثيقة مختلفة.

وكشف وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي بعد يومين من المقال أن غولدستون قبل دعوة لزيارة إسرائيل، في خطوة تشير إلى تحول في العلاقة بين الطرفين بعد أن طالب القاضي بإعادة النظر في التقرير الخاص بالحرب على غزة.

المصدر : غارديان