بريجنسكي لأوباما: اصحب العرب للقدس

US President Barack Obama delivers his much-anticipated message to the Muslim world from the auditorium in the Cairo University campus in Cairo during a one-day visit to Egypt on June 04, 2009

أوباما سبق أن خاطب العالم الإسلامي من القاهرة (الفرنسية-أرشيف)

قال زبغنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر إنه لتحقيق السلام في الشرق الأوسط لا بد للرئيس الأميركي باراك أوباما من القيام بزيارة تاريخية جريئة للمنطقة مصطحبا معه القادة العرب إلى الكنيست في القدس والمجلس التشريعي في رام الله.

وأشار بريجينسكي وهو مستشار بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في مقال مشترك مع عضو الكونغرس الأميركي السابق عن ولاية نيويورك ستيفن سولارز نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه دايان قال قبل أكثر من ثلاثة عقود إنه يرغب في الحصول على بلدة شرم الشيخ المصرية بوصفها منفذ إسرائيل إلى البحر الأحمر دون سلام لا أن يحصل على السلام بدون السيطرة على تلك البلدة.

ومضى الكاتبان إلى القول إن التاريخ يعيد نفسه، مشيرين إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتمثلة في رغبته في الإبقاء على القدس عاصمة موحدة لإسرائيل إلى الأبد دون سلام لا أن يحصل على السلام دون كامل المدينة.

وقال بريجينسكي وسولارز إن المعادلة الإسرائيلية غير عقلانية وغير منطقية، ذلك لأن السلام الشامل هو أمر حيوي ويعد من صالح جميع الأطراف، وهو يعني الإسرائيليين والفلسطينيين والأميركيين على حد سواء.

"
استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية الفلسطينية ومحاصرتها وعزلها لقطاع غزة من شأنه إثارة غضب المسلمين ضد سياسة الولايات المتحدة
"

غضب المسلمين
وأوضحا أن استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية الفلسطينية واستمرار محاصرتها وعزلها لقطاع غزة الفلسطيني من شأنه أن يزيد من غضب المسلمين وامتعاضهم إزاء السياسات الخارجية الأميركية، وبالتالي وضع العراقيل أمام إمكانية إدارة أوباما لتحقيق أهدافها السياسية والعسكرية في المنطقة.

وبحسب المقال يعتبر السلام مهما لإسرائيل نفسها حيث صرح وزير دفاعها إيهود باراك قبل فترة بأن غياب حل الدولتين من شأنه تشكيل التهديد الأكبر لمستقبل إسرائيل واعتبره أعظم من التهديد الذي قد تشكله قنبلة نووية إيرانية.

كما يعتبر السلام ضروريا للفلسطينيين، الذين يستحقون أن يعيشوا حياة كريمة ضمن دولة ذات سيادة.

ومضا الكاتبان إلى أن أي مبادرة سلام أميركية لا تعد كافية ما لم تسبقها أو تصاحبها زيارة تاريخية جريئة يقوم بها الرئيس الأميركي للمنطقة.

"
هناك ضرورة لأن يقوم الرئيس الأميركي بزيارة تاريخية للمنطقة مصطحبا معه القادة العرب وأعضاء اللجنة الرباعية
"

القادة العرب
واقترحا أن يبادر أوباما بزيارة الكنيست في القدس والمجلس التشريعي الفلسطيني في رام الله وأن يدعو الطرفين إلى استئناف المباحثات ومناقشة المرحلة الأخيرة لاتفاقية كامب ديفد للسلام.

ويرى بريجينسكي وسولارز ضرورة أن يقوم الرئيس الأميركي بهذه الزيارة التاريخية مصطحبا معه القادة العرب وأعضاء اللجنة الرباعية التي تتكون من (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، والتي أنشئت في مدريد عام 2002).

كما اقترح الكاتبان أن يكون حصاد الزيارة خطابا يلقيه الرئيس الأميركي في مدينة القدس القديمة يوجهه إلى شعوب المنطقة ويسترجع فيه محاور خطابه الأخير في القاهرة الذي وجهه إلى العالم الإسلامي في يونيو/حزيران 2009.

وأما بشأن المحاور الأساسية لأي مبادرة سلام أميركية مقترحة في المنطقة، فيرى الكاتبان أنها باتت معروفة للجميع وأنها تتمثل في إيجاد حل لقضية اللاجئين من خلال التعويض أو إعادة التوطين في أراضي الدولة الفلسطينية وليس في إسرائيل، مضيفين أن هذه الوصفة قد تكون مرة بالنسبة للفلسطينيين ولكنهما لا يتوقعان من إسرائيل أن تقدم على الانتحار من أجل السلام.

"
تقتضي المبادرة التشارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس بوصفها عاصمة لكل من الدولتين مع بعض الترتيبات الدولية بشأن مدينة القدس القديمة
"

التشارك بالقدس
وأما المحور الثاني في المبادرة بحسب الكاتبين فيتمثل في التشارك بين الفلسطينيين والإسرائيليين في القدس بوصفها عاصمة لكل من الدولتين مع بعض الترتيبات الدولية بشأن مدينة القدس القديمة، وذلك أيضا يشكل جرعة مرة بالنسبة للإسرائيليين لأنه يعني أن تكون القدس الشرقية عاصمة لفلسطين.

كما يجري الاتفاق بشأن المستوطنات الكبرى الواقعة في حدود 1967 بحيث يتم دمجها ضمن الدولة الإسرائيلية عبر اتفاق لتبادل الأراضي.

ويتم نشر قوات أميركية أو قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (ناتو) على طول نهر الأردن في الدولة الفلسطينية من أجل توفير الحماية الأمنية القصوى لدولة إسرائيل.

وقال الكاتبان إن خطوة أوباما المقترحة من شأنها إزالة الشكوك لدى بعض الإسرائيليين الذين يظنون أن العرب غير راغبين في السلام، كما أنها تشكل غطاء سياسيا للفلسطينيين إزاء قبولهم بعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى نطاق الدولة الإسرائيلية، كما أنها تضفي قوة على شرعية مبادرة السلام العربية التي اقترحتها جامعة الدول العربية قبل ثماني سنوات.

النصر السياسي
ويمضي الكاتبان إلى القول إن أوباما إذا قام باصطحاب القادة العرب وأعضاء اللجنة الرباعية إلى القدس ورام الله فإنه سيحقق نصرا سياسيا ويضرب مثلا على حسن وقوة القيادة التي استطاعت وضع حد للصراع الطويل في المنطقة.


وإذا ما رفض أحد الطرفين أو كليهما مبادرة السلام الأميركية فيرى بريجينسكي وسولارز ضرورة قيام الولايات المتحدة باللجوء إلى مجلس الأمن الدولي من أجل توفير ضغط دولي أوسع لإجبار الطرفين على قبول المبادرة وتطبيق بنودها بكل الوسائل الممكنة.

المصدر : واشنطن بوست