أوبزرفر: عقاب إسرائيل الجماعي لأهل غزة لا يستثني المرضى

أيقونة الصحافة البريطانية

اهتمت الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأحد بما تتعرض له غزة من قصف عبر تناول الموضوع من زوايا مختلفة, فقد ربطته إحداها بإجراءات العقاب الجماعي الأخرى التي تفرضها إسرائيل على غزة, وتحدثت أخرى عن خشية الفلسطينيين أن يكون ما حدث مقدمة لاجتياح أوسع, في حين نقلت ثالثة بعض القصص المأساوية الناتجة عن هذه العملية.

"
شين بيت اشترط على مرضى فلسطينيين أن يتحولوا إلى مخبرين للأمن الإسرائيلي مقابل السماح لهم بمغادرة القطاع للعلاج
"
ذي أوبزرفر

منع المرضى من العلاج
تعمُّد منع الفلسطينيين المرضى من ذوي الحالات الحرجة من تلقي العلاج خارج غزة هو آخر ما وسعت به إسرائيل سياسة "العقاب الجماعي" الذي تمارسه ضد فلسطينيي القطاع.

هذا ما جاء في صحيفة ذي أوبزرفر البريطانية إثر تحقيق ميداني أجرته عن هذه القضية.

الصحيفة قالت إن إسرائيل عززت سياستها الرامية إلى منع الفلسطينيين من الخروج من غزة لتلقي العلاج رغم الحكم الذي صدر عن المحكمة الإسرائيلية العليا ونص على أنه "حتى المجرمون لهم الحق في العناية الطبية".

وتدعي إسرائيل رسميا أنها تمنح تصاريح عبور لمئات الفلسطينيين كل شهر، لكن ذي أوبزرفر تأكدت بواسطة تحقيقها من أن منح تلك التصاريح يتم عبر نظام سري انتقائي، يتسم بالقسوة المتزايدة كلما تعلق الأمر بتحديد من يجوز السماح له بالعبور من معبر إريتز ومن لا يجوز، ويتولى جهاز الاستخبارات الإسرائيلية الداخلي شين بيت مهمة إصدار تلك التصاريح.

ويقول مسؤولو القطاع الطبي الفلسطيني إن هذا النظام قد أدى إلى التعجيل بموت عدد من المرضى الفلسطينيين, كما غدا مثالا على القسوة الإسرائيلية.

وأكدت الصحيفة أن النظام المتبع الآن في إصدار التصاريح للمرضى الفلسطينيين مضيعة للوقت, إذ قد يضطر بعض المرضى ممن هم مهددون بالموت إلى الانتظار أشهرا قبل أن يسمح لهم بالخروج، لا لشيء إلا لأن أسماءهم تشبه أسماء بعض الناشطين.

ويؤكد بعض المرضى أن شين بيت اشترط عليهم أن يتحولوا إلى مخبرين للأمن الإسرائيلي مقابل السماح لهم بمغادرة القطاع للعلاج.

وتروي الصحيفة قصة عبد القادر منذر الذي تقول إنه أصيب برصاصة في بطنه حين كان يحاول إنقاذ خالته أثناء هجوم إسرائيلي, فقد ظل هو ووالدته ينتظران العبور من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الخامسة مساء, ثم أمضيا عشرين يوما ينتظران العلاج في مستشفى إسرائيلي قبل أن يعادا إلى غزة ثم يطلب منهما تقديم طلب عبور جديد.

التوغل الإسرائيلي
صحيفة ذي إندبندنت أون صنداي قالت إن الصراع الدامي في غزة تفاقم أمس بشكل لافت بعدما أدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل 52 فلسطينيا, من بينهم أطفال, إضافة إلى جنديين إسرائيليين.

وقد أدى التوغل الإسرائيلي بعمق ميل داخل قطاع غزة إلى نشوب أشرس قتال شهدته المنطقة منذ أشهر.

ويخشى كثير من سكان غزة أن تكون هذه الهجمات مقدمة لاجتياح أوسع يحاول عبره الجيش الإسرائيلي القضاء على من يطلقون تلك الصواريخ وتدمير قواعدهم.

وقد أدت الهجمات إلى مقتل 68 فلسطينيا حتى الآن كما أدت إلى جرح 155 آخرين.

وحسب الصحيفة فإن هذه المجزرة ستخيم بظلالها على الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى المنطقة التي تسعى فيها لإعطاء نفس جديد لمفاوضات السلام المتعثرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

"
نحن في حرب شاملة تصم أصوات القذائف آذاننا ونسمع الانفجارات في كل مكان ولا يمكننا مغادرة بيوتنا لأن الإسرائيليين يطلقون النار على كل ما يدب
"
مواطن فلسطيني في جباليا/صنداي تلغراف

قصص بعض الشهداء
ونسبت صحيفة صنداي تلغراف لمدير الطوارئ في وزارة الصحة الفلسطينية قوله إن يوم أمس كان الأكثر دموية في غزة منذ خمس سنوات, إذ قتل فيه 52 شخصا بينهم ثلاث نساء على الأقل وتسعة أطفال تتراوح أعمارهم بين 13 شهرا و17 سنة, وهناك جثتين لطفلين لم يتعرف على هويتهما حتى الآن.

ومن بين القتلى فتاة عمرها 16 عاما وأخوها 14 عاما ماتا بعد أن أصابت إحدى شظايا القذائف بيتهما, كما أن من بينهم فتاة أخرى عمرها 16 عاما كانت تشاهد التلفزيون مع أخيها الرضيع الذي أصيب بجروح خطيرة, كما قتلت أختان كانتا في مطبخ البيت عندما انهار عليهما سقفه تحت وطأة القصف.

ويصف أبو علاء وهو أحد سكان مخيم جباليا الذي تعرض للقصف الإسرائيلي المكثف أمس الوضع قائلا "إننا في حرب شاملة تصم أصوات القذائف آذاننا ونسمع الانفجارات في كل مكان ولا يمكننا مغادرة بيوتنا لأن الإسرائيليين يطلقون النار على كل ما يدب".

المصدر : الصحافة البريطانية