ليفي: الأمن مجرد ذريعة لمنع الصحفيين من نقل معاناة غزة

A Palestinian woman reacts over the rubble of her house after local witnesses said was demolished by an Israeli bulldozer in the southern Gaza Strip November 8, 2007.

منع الصحفيين من دخول غزة يستهدف التغطية على مآسي الفلسطينيين (رويترز-أرشيف) 

أوردت لوموند الفرنسية تحقيقا لمراسلها في القدس بنيامين بارت قالت فيه إن الجيش الإسرائيلي يحظر على الصحفيين الإسرائيليين عربا كانوا أو يهودا دخول قطاع غزة، متذرعا بالأسباب "الأمنية" رغم قول الصحفيين أنفسهم عما وفرته حركة حماس من أمن يمكنهم من العمل في ظل مخاطر أقل مما كانت عليه الحال من ذي قبل.

وأوضح بارت أن الثلة القليلة من الصحفيين الإسرائيليين الذين لم تثنهم الفوضى ولا الانتفاضة عن تجاوز معبر إيريتز لدخول غزة سابقا لم يعد يسمح لهم بذلك.

وأضاف أن ذلك الإجراء شمل كذلك قرابة خمسين صحفيا يحملون الجنسية الإسرائيلية ويعملون مراسلين لوسائل إعلام أجنبية.

وذكرت الصحيفة أن غزة التي أعلنها الإسرائيليون "كيانا معاديا" أصبحت الآن "كيان أشباح".

ونقل المراسل عن الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي الذي يكتب عمودا أسبوعيا في هآرتس حول حياة الفلسطينيين بالأراضي المحتلة قوله إن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي برر طرده من غزة عام 2006 بخشيتهم عليه من أن يتعرض للاختطاف.

لكن ذلك الإجراء الذي كان من المتوقع أن يكون ظرفيا غدا الآن أصبح مستديما "والأدهى والأمر هو أن نقابة الصحفيين الإسرائيليين لم تتدخل لرفع هذا الحظر الإعلامي" حسب ليفي.

غير أن مسؤول نقابة الصحفيين يوسي بارموشا يرى أن الظروف الحالية تملي على الإعلاميين التقيد بأوامر قوات الأمن قائلا "لو قمت بحملة احتجاج باسم حرية الصحافة وتم اختطاف أحد زملائي في غزة بعد ذلك بأيام فسأجد نفسي في وضعية حرجة".

حماس كبحت جماح العصابات (الفرنسية-أرشيف)
حماس كبحت جماح العصابات (الفرنسية-أرشيف)

التقيد بالنظام
ليفي له رأي مغاير لذلك, فهو يعتبر أن استحواذ حماس على السلطة في غزة أجبر العصابات التي كانت تعيث في الأرض فسادا على التقيد بالنظام مما قلل من المخاطر التي قد يتعرض لها الصحفيون بالقطاع.

وبالنسبة للصحفي الإسرائيلي شلومي إلدار فإنه يستغرب كونه لم يمنع من تغطية الحرب في سراييفو رغم المخاطر المحتملة هناك, وهو -وإن كان لا ينكر وجود مخاطر في غزة- ينبه إلى أن التعرض للخطر جزء من العمل الصحفي مشيرا من جهة أخرى إلى أن الصحفيين يوقعون قبل دخول غزة على أن الجيش ليس مسؤولا عن أي شيء قد يتعرضون له.

ليفي يذهب أبعد من ذلك فيقول إن الفيتو الإسرائيلي على دخول الصحفيين غزة يرضي الجنرالات الإسرائيليين والحكومة وأصحاب الصحف وربما حتى القراء "لأنه لا أحد يريد أن يسمع عن المعاناة والمأساة التي يتعرض لها سكان غزة".

المصدر : لوموند