عقارب "ساعة القيامة" تقترب من الصفر

أيقونة الصحافة البريطانية

تحدثت إحدى الصحف البريطانية الصادرة اليوم الأربعاء عن اقتراب ساعة القيامة مع تنامي الخطر النووي على العالم, وعلقت أخرى على التفجيرات التي استهدفت جامعة المستنصرية في العراق, بينما تحدثت ثالثة عن أنفاق للإيجار بين رفح ومصر.


"
العلماء يحركون عقارب ساعة القيامة إلى الأمام, منذرين بأن العالم يقترب من هرمجدون نووية أكثر من أي وقت مضى منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي
"
ذي إندبندنت

ساعة القيامة
تحت عنوان "ساعة القيامة.. تنامي تهديد الخطر النووي للعالم" قالت صحيفة ذي إندبندنت إن "ساعة القيامة" ظلت خلال الستين عاما الماضية ترصد مدى اقتراب العالم من كارثة نووية. أما اليوم فإن العلماء سيحركون عقاربها إلى الأمام كي يظهروا كيف أن العالم يواجه أخطر تهديد لوجوده منذ 20 عاما على الأقل.

وذكرت الصحيفة أن الأعوام الخمسة الماضية شهدت تفاقما للاضطرابات في الشرق الأوسط وأعمال إرهاب دولي في عواصم الدول الغربية وتزايد الدول الساعية إلى انتهاج سياسات جذرية لتحقيق الأمن القومي.

وأضافت أن تغير المناخ واضطراب الأمن النفطي دفع عددا من دول العالم إلى البحث عن وسيلة لامتلاك الطاقة النووية, مشيرة إلى أن هذا الأمر ينطوي على مخاطر جدية حول انتشار التقنيات النووية في مناطق مضطربة عبر العالم.

وذكرت أن هذا الوضع دفع المشرفين على "ساعة القيامة" –وهي أداة صممها عدد من العلماء النوويين في شيكاغو مع بداية العصر النووي عام 1947- إلى تحريك عقاربها للأمام، في إشارة إلى أن العالم يقترب من هرمجدون نووية أكثر من أي وقت مضى منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

وقالت إن عقارب هذه الساعة الرمزية ستحرك إلى الأمام لأول مرة منذ آخر تحريك لها عام 2002 على أثر التهديدات الإرهابية التي أعقبت أحداث 11/9 وبعد انهيار مباحثات الحد من الأسلحة. ولاحظت الصحيفة أن الصورة الآن قاتمة في كلا الجانبين.

وأشارت إلى أن الاحتباس الحراري زاد من سعي دول كثيرة عبر العالم إلى امتلاك التقنية النووية, ما حفز المشرفين على الساعة على التحذير من "عصر سباق نووي جديد".

وقالت الصحيفة إن هذا العصر النووي الجديد سيشهد ازديادا لهذه السلعة الخطيرة وانتشارا لها, ما ينذر باقتراب عقارب ساعة القيامة من ساعة الصفر. والسؤال الوحيد المطروح هو: ما المدى الذي سيصل إليه اقتراب هذه العقارب من هذه الساعة الحاسمة؟

تفجيرات المستنصرية
قالت صحيفة تايمز إن التفجيرات التي شهدتها جامعة المستنصرية في بغداد أمس وراح ضحيتها عدد كبير من الطلاب كانت تستهدف فيما يبدو الطائفة الشيعية في العراق, مشيرة إلى أنها الأعنف التي تشهدها البلاد منذ إعدام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

وأضافت أن عددا من الشبان الذين كانوا يستقلون سيارة ميني باص هاجموا بدورهم عددا من الناس قرب مسجد للسنة وسط بغداد فقتلوا جمعا منهم.

ونقلت عن رئيس هيئة مساعدة العراق التابعة للأم المتحدة جياني مغازيني قوله إن استمرار غياب سلطة القانون في العراق يعني أن العنف الطائفي سيتفاقم ويخرج عن نطاق السيطرة.

ونقلت ذي إندبندنت عن عضو مجلس مساعدة الأكاديميين اللاجئين البروفيسور جون أكير قوله إن تفجيرات الجامعة مثال آخر على الاستهداف المتعمد لطلاب ومدرسي الجامعات في العراق, مشيرا إلى أنه منذ الاحتلال قتل ما لا يقل عن 280 من طاقم الجامعات العراقية وعدد لا يحصى من طلابها.

وأضاف أن هناك سياسة منهجية تستهدف استئصال كل من لهم علاقة بالتربية في العراق، وأن هناك عددا كبيرا منهم على قوائم الجماعات والفرق وينتظرون التصفية.

أ

"
الأنفاق بين رفح ومصر والتي يقدر عددها بثمانين، يتم تأجيرها أحيانا لنقل كميات كبيرة من الأسلحة, لكن السلطات المصرية تضخ غازات خطيرة فيها وتأمر قوات الأمن الفلسطينية بفعل الشيء نفسه
"
أحمد/
ذي غارديان

نفاق للإيجار
قالت صحيفة ذي غارديان إن سكان رفح دأبوا على حفر الأنفاق التي توصلهم إلى مصر منذ أكثر من عشرين عاما وذلك لتهريب السلع, لكن عدد تلك الأنفاق أصبح أكثر الآن من أي وقت مضى بسبب تزايد عدد الشباب الفلسطينيين المستعدين للمخاطرة بحياتهم بسبب تفاقم الفقر في هذه المنطقة.

وأوردت الصحيفة قصة أحمد وزملائه الذين اختاروا بيتا من طابقين كانت القوات الإسرائيلية قد دمرته في السابق ليحفروا فيه الفتحة الأولى لنفقهم لأنه لا يبعد سوى 30م عن السياج الذي يمثل نقطة الحدود بين مصر والفلسطينيين.

وأضافت أن عمق حفرة هذا النفق عموديا هو خمسة أمتار لكن مقاييسها الأفقية هي نحو 60 سم في 70 سم.

وذكرت الصحيفة أن هذا العمل شاق وخطير بشكل لا يتصور, لكنه يدر على أصحابه مبالغ كبيرة من المال.

ونقلت عن أحمد قوله إن النفق الأول الذي حفره جلب له 7000 دولار، أما النفق الثاني فحصل منه على 2500 دولار، بينما اكتشف الإسرائيليون النفق الثالث قبل أن يستخدم.

وأضاف أحمد أن الأنفاق كانت تستخدم في البداية لتهريب السيجارة والقهوة لكنها تستخدم الآن لتهريب الأسلحة والبنادق, وأحيانا الأشخاص والحيوانات الغريبة كالحيات.

وذكر أن الأنفاق التي يقدر عددها بثمانين يتم تأجيرها أحيانا لنقل كميات كبيرة من الأسلحة, لكن السلطات المصرية تضخ غازات خطيرة فيها وتأمر قوات الأمن الفلسطينية بفعل الشيء نفسه كلما اكتشفت نفقا.

ورغم هذا يقول أحمد إن الخوف الذي كان ينتابه في البداية قد تبدد الآن, بل إنه يستطيع النوم في الأنفاق وكلما حفر نفقا كان حفر النفق التالي أسهل.

المصدر : الصحافة البريطانية